"راه هادشي ماشي معقول، على الأقل خاصهم يتكلموا معانا ونعرفوا أشنو واقع، ماشي يخليونا هنا معارفين والوا"، هذه الكلمات لإحدى المواطنات التي كانت على متن الطرامواي الرابط بين الكليات وسيدي مومن يوم أول أمس الاثنين. غضب هذه السيدة كان بسبب العطب التقني الذي أصاب الطرامواي صبيحة الاثنين، مما اضطر مجموعة من المواطنين إلى قطع مسافات طويلة من أجل الحصول على وسيلة نقل بديلة تلقهم إلى مقرات عملهم، خاصة أن الطرامواي توقف في محطة عبد المومن. لم يخف الكثير من الركاب غضبهم الشديد من الأعطاب التقنية التي أصبحت تعرفها هذه والوسيلة، مما دفع سيدة أخرى للقول "لم يكمل عامه الأول حتى بدأ يتعرض لمثل هذه الأعطاب". وعرفت حركة الطرامواي يومي الاثنين والأحد الماضيين ارتباكا كبيرا، حيث تحولت المحطة النهائية لهذه الوسيلة، يوم الأحد، إلى وسط المدينة، وبالضبط إلى محطة الأمم المتحدة، عوض محطة سيدي مومن، والسبب دائما، كما يكتب في اللائحة الالكترونية بمحطات الطرامواي، هو عطب تقني، دون أن يتم تحديد سبب هذا العطب. وإذا كان العديد من سكان الدار البيضاء استحسنوا فكرة إنجاز مشروع الطرامواي، لأنه سيخفف من حدة أزمة المواصلات، لاسيما في المناطق التي يمر منها، فإن الارتباك المسجل أخيرا في حركيته أصبح يثير الكثير من علامات الاستفهام، لاسيما أن المواطنين الذين يكونون على متنه يعانون كثيرا من أجل الحصول على وسيلة نقل بديلة، ويقول أحد المواطنين "في أوروبا يتم التعويض عن التذاكر، أو يتكلف المسؤولون عن المشروع بإيصال الركاب إلى وجهتهم، خاصة بالنسبة إلى الطلبة". من جهة أخرى، هناك من يعتبر أن الارتباك الذي تعرفه حركة الطرامواي بالعاصمة الاقتصادية من حين إلى آخر مسألة طبيعية جدا، لأن الأمر يتعلق بوسيلة نقل مثلها مثل باقي الوسائل الأخرى التي تتعرض إلى الأعطاب، وهذا أمر لا يمكن الاعتراض عليه". وما يثير غضب ركاب الطرامواي بشكل كبير ليس الارتباك في حركة الطرامواي في حد ذاته، ولكن عدم التواصل معهم، كما جاء في شهادة أحدهم: "أن يقع عطب في الطرامواي فهذه مسألة عادية، ولكن يجب على الأقل أن يتم التواصل معنا من أجل معرفة الأسباب، لأنه لا يعقل أن نبقى معتقلين دون معرفة الأسباب ومدة التأخير. وسيخلد طرامواي الدار البيضاء عامه الأول بعد أيام قليلة، حيث كانت انطلاقته في 12 دجنبر الماضي، ويدخل هذا المشروع ضمن مشاريع أخرى تتعلق بالنقل الجماعي في العاصمة الاقتصادية، وبعد مرور سنة على إحداث هذا المشروع ظهر جليا أن المدينة في حاجة ماسة إلى مشاريع أخرى إضافية تتعلق بوسائل النقل الجماعي، وفي هذا السياق قال مصدر إن بداية الأشغال في مشروع الميترو العلوي ستنطلق في السنة المقبلة، حيث تمت الدراسة التقنية لهذا المشروع، الرابط بين منطقة مولاي رشيد وبوركون مرورا بشارع الزرقطوني، الذي سيشكل نقطة الالتقاء بين الطرامواي والميترو العلوي.