سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الطاقة الأمريكية والهدوء الفرنسي والألوان الهندية في افتتاح مهرجان مراكش ستون ترقص وبيونش تكشف سر جذورها بالمغرب ودبيكا تنشر البهجة وحضور عادل إمام يفاجئ الجمهور
شكلت السينما الأمريكية والفرنسية والهندية الحدث الأكبر في أول أيام مهرجان مراكش الدولي للفيلم في نسخته الثالثة عشرة بحضور أسماء لامعة من القارات الثلاث. حفل افتتاح المهرجان الذي أعلن عن انطلاقته باللغة الأم لكل عضو من أعضاء لجنة التحكيم، أضاءه حضور النجمة الأمريكية شارون ستون، التي دخلت حفل تكريمها وهي ترقص على إيقاعات موسيقى فيلم «كازينو»، الذي يعد واحدا من أهم أفلامها في مسيرتها الفنية وتقاسمت بطولته مع النجم الأمريكي روبرت دي نيرو وأخرجه مارتن سكورسيزي، الذي يتولى رئاسة تحكيم الدورة الحالية، وتولى أيضا تقديم درع التكريم للنجمة الأمريكية الحائزة على جائزة الغولدن كلوب والإيمي، كما رشحت لجائزة أوسكار ولم تظفر بها. «ستون» توجهت بالشكر للملك محمد السادس وللأمير مولاي رشيد، واصفة المغرب ببلد السلام في زمن تمر به باقي البلدان الإسلامية بظروف عصيبة، موضحة أن كلمتين سحريتين اثنتين كانتا كفيلتين بإقناعها بركوب الطائرة من الهند الى المغرب، وهما «مارتن» ثم «سكورسيزي». وكان سكورسيزي قد اختار تقديم «ستون» قبل دخولها باستحضار تعريف الفيلسوف والناقد الفرنسي «رولان بارت» لمفهوم النجومية، حيث قال: «إن النجومية ليست هي الشهرة بل هي ذاك البعد الأفلاطوني الذي يعطي عمقا آخر للوجه البشري، وهذا الوصف ينطبق على شارون ستون فهي لا تدخل مكانا إلا وحولت طاقته إيجابا..». الطاقة الإيجابية التي نشرتها «ستون» على مسرح تكريمها بدأت منذ خروجها من السيارة التي حملتها إلى البساط الأحمر، حيث حرصت على تحية الجمهور الذي حضر لرؤية ضيوف المهرجان، وأيضا إعطاء تصريحات لجميع وسائل الإعلام الوطنية والعربية والعالمية. ونشرت السينما الهندية أيضا ألوانها وبهجتها في حفل الافتتاح بعرض فيلم «رام ليلا» بحضور بطلته «دبيكا بادكون» ومخرجه سنجاي ليلا بهانسالي، هذا الأخير أعرب عن سعادته للمعاملة الخاصة التي تحظى بها السينما الهندية من طرف المسؤولين على المهرجان بالمغرب. وبدورها، توجهت الممثلة الهندية بالشكر للملك محمد السادس والأمير مولاي رشيد ول»مليتا توسكان دي بلانتي»، مديرة المهرجان وفريق المهرجان على حرارة الاستقبال، متمنية أن يستمتع الحضور بقصر المؤتمرات والجمهور خارجه بساحة جامع الفنا بالفيلم، كما استمتعوا هم كفريق عمل أثناء التصوير. تميز حفل الافتتاح أيضا بحضور شرفي للسينما المصرية ممثلة في الفنان الكبير عادل إمام، الذي قوبل بحفاوة بالغة من الجمهور، الذي اعتبر حضوره أجمل مفاجأة، وأيضا الفنان الكبير عزت العلايلي وصديقتا المهرجان «الدائمتان» الفنانة يسرا والمخرجة إيناس الدغيدي. ثاني أيام المهرجان تميز بتكريم الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، والتي مثلت الهدوء الفرنسي بطريقة دخولها إلى مسرح تكريمها مرورا بالبساط الأحمر، بالرغم من أنها الممثلة الأغلى ثمنا في تاريخ فرنسا، والتي فاقت موهبتها حدود السينما الفرنسية وطلبت ب»الاسم» في أعمال ناطقة باللغة الإنجليزية، وتزخر خزانتها السينمائية بجوائز سيزار والدب الفضي والبافتا والأوسكار، إذ تعد ثاني ممثلة في تاريخ فرنسا تحظى بهذه الجائزة بعد الراحلة سيمون سنيوريه، ناهيك عن ترشيح آخر لجائزة الأوسكار اقتنصته منها الأمريكية جوليا روبرتس، وأيضا ثلاثة ترشيحات لجائزة الغولدن غلوب. وتم اختيار المخرج الفرنسي «برونو ديمون» لتقديم كلمة في حق الممثلة الفرنسية، إذ وصفها بأحد أجمل الوجوه السينمائية والأكثر إنسانية وتعبيرا عن الأحاسيس جميعها. وأضاف المخرج الفرنسي أن بينوش تمتلك لغزا هو الألق الذي يتجلى في طريقة تشخيصها لأدوارها. الممثلة الفرنسية وهي تلقي كلمتها، كشفت أن الأرض التي تكرمها تحتضن تربتها بعضا من جذورها العائلية، فوالدها ازداد في تزنيت وترعرع بأكادير ودرس بمراكش وتعلم اللغة العربية قبل لغته الأم الفرنسية، مضيفة أن جدها الذي كان جنديا وممثلا هاويا دفن تحت أنقاض زلزال أكادير. وأضافت أنها استقبلت في ورزازات بالحفاوة المعهودة لدى المغاربة حين توجهت إلى هناك السنة المنصرمة لتصوير فيلمها الأخير «ألف مرة ليلة سعيدة»، والذي عرض بعد تسلمها درع التكريم بحضور مخرجه الدانماركي إريك بوبي. وحضر ضيوف المهرجان خلال ثاني أيام المهرجان حفل العشاء الذي ترأسته الأميرة للامريم عوض الأمير مولاي رشيد، الذي دأب على ترأسه لسنوات، وذلك لأسباب تتعلق بوجوده خارج أرض الوطن. ومن المنتظر أن تستمر فعاليات المهرجان بعرض أفلام المسابقة وأخرى خارج المسابقة، ومن المنتظر أيضا أن يعرف يوم غد الثلاثاء تكريم أحد أهم فناني الدارما المغربية ويتعلق الأمر بالفنان محمد خيي، وسيسلمه درع التكريم الفنان محمد البسطاوي، الذي حظي هو الآخر بتكريم خلال الدورة الحادية عشرة، إضافة إلى تكريم كل من المخرج والسيناريست الياباني كوري إديا هيروكا والمخرج الأرجنتيني فيرناندو سولاناس.