دعا والي جهة طنجة -تطوان، محمد اليعقوبي، الهيئات المنتخبة والمدنية والمؤسسات الاقتصادية «إلى تغيير العقلية النمطية»، التي يتم التعامل بها مع المشاريع الكبرى، حاثا الجميع على الانخراط في تطبيق مشاريع برنامج «طنجة الكبرى»، وعدم متابعته كمتفرجين، وذلك خلال يوم إعلامي حول البرنامج نظم أول أمس الأربعاء. اليعقوبي، الذي حضر أول لقاء إعلامي منذ تعيينه واليا بالنيابة على جهة طنجة -تطوان، أوضح أن 25 في المائة من التمويل العام المخصص لبرنامج طنجة الكبرى، والذي يبلغ حوالي 7.7 مليار درهم، مخصص للمجال البيئي، الذي يتصدر بذلك قائمة المجالات الخمسة الأساسية المشمولة بالبرنامج، متبوعا بالمجال الاجتماعي ثم المجال الاقتصادي. وشدد والي طنجة على أن المشاريع المدرجة في برنامج «طنجة الكبرى»، كلها جديدة، بحيث لم يتم إدراج أي مشروع مبرمج سابقا في البرنامج، كاشفا عن أن برنامج «طنجة الكبرى» مفتوح أمام أي إضافات، وأمام أي مقترحات مشاريع جديدة تكون في صالح الوصول إلى هدف المدينة النموذجية. وكانت أزمة النقل والاختناق المروري على رأس التساؤلات المطروحة في هذا اللقاء الإعلامي، ما جعل الوالي اليعقوبي يتيح حيزا مهما للحديث عن هذه القضية التي تعد إحدى أكثر النقط سوداوية في طنجة، وكشف اليعقوبي عن وجود مخطط لإعادة هيكلة مداخل ومخارج المدينة. وقال الوالي إن مشكلة النقل الأساسية في طنجة تتمثل في كون المدينة لا تتوفر سوى على مدخلين اثنين، غير كافيين لاستقبال العدد الكبير لزوارها، وهو ما جعل برنامج «طنجة الكبرى» يتضمن إنشاء مبدل طرقي جديد بمقاطعة بني مكادة، أكبر مقاطعات طنجة، بالإضافة إلى مدارين، الأول طوله 30 كيلومترا، يربط بين مطار طنجة -ابن بطوطة ومنطقة طنجة البالية، ويمتد بالتالي من الضفة الأطلسية إلى المتوسطية، ثم مدار ثان ساحلي عبر المحيط الأطلسي، كما كشف اليعقوبي عن بدأ التخطيط لإنجاز مدار خاص بالحافلات، وهي الفكرة التي قال إنها تحتاج لالتزام باقي السائقين بعدم استعماله لإنجاحها. مشاكل القطاع الصحي كانت بدورها حاضرة في هذا اللقاء، وخاصة المشاكل المتراكمة للمستشفى الجهوي محمد الخامس، المتهالك والمفتقر للتجهيزات الأساسية، إذ أورد اليعقوبي أن هذا المستشفى لن يقفل بغرض إعادة تهيئته، بحكم عدم وجود بديل له، لكن إصلاحه وترميمه سيتم عبر مراحل، سيستهدف بعضها قسم المستعجلات الذي سينطلق العمل به قبل شهر مارس 2013. وفي السياق نفسه أوضح الوالي أن مشروع المستشفى الجامعي مستقل عن برنامج «طنجة الكبرى». الشق الرياضي، كان بدوره حاضرا في كلام الوالي اليعقوبي، إذ كشف أن مشروع القرية الرياضية لطنجة، المضمنة في البرنامج، تجمع بين الاستفادة الرياضية والسياحية، إذ أن القرية ستتوفر على فنادق في مستوى عال، إلى جانب أكبر مستشفى للطب الرياضي في المغرب، بالإضافة إلى المرافق الرياضية، الأمر الذي يهدف إلى تسويق القرية سياحيا واقتصاديا، قصد جلب فرق عالمية إلى المدينة. اللقاء الذي عرف أيضا حضور عمدة المدينة فؤاد العماري، ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بولاية طنجة، عمر مورو، شهد، للمفارقة، غياب 3 من رؤساء المقاطعات الحضرية الأربع، ويتعلق الأمر بكل من رئيس مقاطعة المدينة والسواني ثم بني مكادة، هذا الأخير الذي توجد مقاطعته في مقدمة المناطق المحتاجة لعمليات إعادة تهيئة خاصة في شقها الاجتماعي والاقتصادي.