بدأ الزوار يتوافدون على موسم سيدي علي بن حمدوش، منذ يوم الأربعاء الماضي، وذلك بالتوزاي مع حلول التجار والعرافات. وبدأت الخيام تملأ المكان، في غياب أي فنادق لإيواء القادمين للتبرك بشيخ الحمدوشيين. وبلغت سومة كراء بيوتات صغيرة للإقامة حوالي 1500 درهم. هذا في الوقت الذي يرتقب أن تستمر فيه الاحتفالات إلى حدود يوم الاثنين المقبل، وهو اليوم الذي يرتقب فيه حلول هدية القصر التي يقول الحمدوشيون إنها عادة ما تكون عبارة عن ثور. مصادر من مكتب رابطة الشرفاء الحمدوشيين، وهي الجهة التي تقول إنها تتولى تسيير شؤون الضريح، رفضت الربط بين الموسم وظاهرة زيارة الشواذ، متهمة الصحافة بشن حملة على هذا الموسم ل»التشويش» عليه. وشنت المصادر ذاتها انتقادات ضد القناة الثانية، متهمة إياها بالمساهمة في الرويج لما سمته ببعض الظواهر الغريبة في الموسم، مما شجع الشواذ على ارتياد المنطقة بشكل كبير. وأوردت المصادر أن بث القناة لربورتاج في سنة 1995 ساهم في التسويق للظاهرة. المصادر ذاتها قالت إن الرابطة تتبرأ من احتفالات الشواذ في الموسم، موردة أن إدارة الضريح لجأت إلى الاستعانة بأمن خاص لمنع ولوج هؤلاء إلى الضريح. المنع ذاته طال كذلك بعض الطقوس التي تصفها ب«الغريبة» بالضريح، كدخول «الشوافات» إليه والمبيت به. ويبدو أن ظاهرة «إنزال» الشواذ هي التي دفعت برجال الدرك إلى تكثيف حضورهم في هذا الفضاء منذ الأربعاء الماضي. رجال حسني بنسليمان اتخذوا من مدرسة ابتدائية يتيمة بمركز المدينة فضاء لمكاتبهم وشيدوا داخلها خيمة للمبيت بها. وإضافة إلى الحواجز التي نصبها هؤلاء في مدخل الجماعة، فإن كل أزقة الجماعة وأروقتها تعرف حضورا أمنيا مكثفا لرجال الدرك معززين برجال القوات المساعدة. مسؤول دركي رفض إعطاء أي أرقام عن عدد الشواذ الذين تم إيقافهم إلى حد الآن، مكتفيا بالقول إن حضور رجال حسني بنسليمان هو بهدف الحفاظ على الأمن العام ومحاربة كل الظواهر المخلة بالآداب العامة. هذا في الوقت الذي أفضت فيه تدخلات هؤلاء يوم الأربعاء الماضي إلى اعتقال ما يقرب من 17 شاذاً تم الاحتفاظ بهم رهن الاعتقال، قبل أن يتم تقديمهم إلى النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بمكناس.