تجنب ممتهنو السياقة العمومية بمكناس المشاركة في الإضراب الذي قررته النقابات المهنية للتعبير عن رفضها مرة أخرى لمدونة السير التي أعدتها وزارة غلاب ل«هيكلة القطاع والحد من حوادث السير». وقد فضل المهنيون الاستفادة من فرصة الرواج الذي تشهده المدينة بمناسبة موسم الشيخ الكامل على الدخول في لعبة شد الحبل. لم يدخل أغلب ممتهني السياقة العمومية بمكناس في إضراب وطني قررته النقابات المهنية للتعبير عن رفضهم مجددا لمدونة السير التي أعدتها وزارة النقل ل«هيكلة القطاع والحد من حوادث السير». فالإضراب بالنسبة إلى هؤلاء في هذه الفترة التي تتزامن وانطلاق موسم سيدي علي بن حمدوش، بعد انتهاء موسم “عيساوة”، من شأنه أن يلحق الأضرار بهم، بوجه خاص. محطتا القطار بالمدينة كانتا طيلة أيام هذا الأسبوع ممتلئتين عن آخرها. وسيارات الأجرة الكبيرة في حركة لا تنقطع للربط بين مدن أخرى وبين مكناس، وسيارات الأجرة الصغيرة لا تعرف التوقف.. إنه أسبوع المواسم بالمدينةالإسماعيلية. في سيدي علي بن حمدوش، باعة متجولون ينتشرون في فضاءات الموسم. خيام هنا وهناك تبيع جميع أنواع المأكولات، في غياب الشروط الصحية المناسبة، وفي غياب المراقبة، وفي داخلها فضاءات تستغل من قبل الوافدين من مختلف مناطق المغرب للمبيت. كما أن بعضها يحول الفضاء ليلا لإحياء سهرات يكثر فيها الرقص على إيقاع الأغاني الشعبية، وفي بعضها أغاني عيساوة. في جميع أنحاء المكان، داكاكين صغيرة مفتوحة تبيع الشموع وعدداً كبيراً من أنواع البخور. وفي كل زقاق دكاكين أخرى تحولت، بالمناسبة، إلى مقرات للعرافات اللواتي يستقبلن أعدادا كبيرة من الزبناء خصوصا في أوساط الإناث. أجنحة أخرى خصصت لاحتضان أعداد كبيرة من المواشي التي وضعت رهن إشارة الزوار والذين يعمدون إلى شرائها لتقديمها هدايا بمناسبة الزيارة. ووصل ثمن بيع الدجاجة الواحدة حية من قبل هؤلاء إلى حوالي 60 درهماً، أما ثمن الجدي الواحد فثمنه قدر ب450 درهما. في حين وصل ثمن الخروف إلى حوالي 500 درهم. أما بيوتات الكراء، وهي قليلة العدد، فقد وصل ثمن البيت الواحد إلى حوالي 1500 درهم. ويمكن الظفر ببيت لمدة يومين فقط بثمن لا يقل عن 500 درهم. بالنسبة إلى ساكنة المنطقة، فهذا الموسم يساعدهم على تحريك عجلة الاقتصاد، في غياب أي مداخيل أخرى غير الفلاحة وتربية المواشي. وتشرف جماعة المغاصيين على كراء هذه الفضاءات العمومية وكراء بعض الأماكن المخصصة لوقوف السيارات. ويقول مصدر من رابطة الحمدوشيين إن السلطات لم تهتم كثيرا بمنطقتهم ولم تزودها بالبنيات التحتية اللازمة. ويرفض مسؤولو الزاوية إعطاء أي توضيحات تخص مداخيلها خلال هذا الموسم. ويشير هؤلاء إلى أن هذه المداخيل هي عبارة عن هدايا عينية وأخرى مالية تقدم إليهم، وذلك إلى جانب مداخيل «المجزرة» التي يضعونها رهن إشارة الخواص مقابل مبلغ مالي يصل في بعض المواسم إلى حوالي 40 مليون سنتيم. آلاف الأشخاص حجوا، بداية الأسبوع الجاري، إلى زيارة ضريح الشيخ الكامل، شيخ «عيساوة» بمركز مدينة مكناس. والتقديرات تشير إلى أن موسم سيدي علي بن حمدوش، الواقع على بعد حوالي 15 كيلومترا من مركز المدينة، يمكنه أن يستقبل في وقت الذروة ما بين 70 و80 ألف زائر في اليوم. حركة تنعش اقتصاد المدينة، وتدر المزيد من الأموال في جيوب جهات لا تتوانى في تشجيع مثل هذه المواسم.