- تخوض عدد من الجمعيات والنقابات المهنية العاملة في قطاع النقل الطرقي إضرابا وطنيا لمدة 24 ساعة، ما تقييمكم في الوزارة لهذا الإضراب؟ < يصعب في الوقت الحالي أن نعطي تقييما كاملا وشاملا عن الإضراب. ولكن ما يمكن أن نقوله الآن هو أنه على المستوى الوطني هناك بعض الحالات التي فيها متابعة نسبية للإضراب سواء في أكادير أو صفرو أو الدارالبيضاء. - الملاحظ أن إضراب 10 مارس لم يكن ناجحا مقارنة مع إضراب الأمس... < لقد سبق لنا أن قلنا إن الإضراب السابق لم يكن ناجحا بالمرة، غير أن هذه المرة هناك استجابة نسبية للإضراب. لكن مع ذلك بصفة عامة ظلت الحافلات والشاحنات تعمل. أعتقد أن المهم في كل هذا الأمر هو أن المشروع الجديد لمدونة السير خضع لمشاورات مكثفة مع مهنيي قطاع النقل منذ 2007، وبعض الذين دعوا إلى الإضراب كانوا من الشخصيات التي حضرت هذه المشاورات وشاركت في الحوار الذي توصل إلى خلاصات عملت الحكومة على الالتزام بها وأدمجت كل التعديلات التي تم التوصل إليها في المسودة التي صادق عليها مجلس النواب. نحن اليوم أمام مفارقة: نحن لا ندري بماذا يطالب المضربون عن العمل، مع العلم أن كل المطالب وكل الخلاصات التي تم التوصل إليها في المشاورات أدرجت في المسودة، إذ أدخلنا قرابة 275 تعديلا. - شهدت الدارالبيضاء اليوم شللا شبه تام في حركة النقل، وعانى المواطنون الأمرين من أجل الوصول إلى أماكن عملهم، إلى متى سيظل المواطنون ضحية سياسة شد الحبل بين الوزارة والمهنيين؟ < الإضراب حق قانوني ودستوري. فالدستور يكفل لكل من يرى نفسه متضررا أن يضرب عن العمل. ولكن أعتقد أنه لكي نحمي المواطنين أيضا، يتعين إقرار قانون تنظيمي يقنن الإضرابات. أحيانا يتم خوض إضرابات بدون سابق إنذار وبالرغم من أن أبواب الحوار والنقاش والتشاور مفتوحة. وأؤكد من جديد أنه فيما يخص مدونة السير الجديدة كان هناك حوار وتشاور مع المهنيين وقد التزمت الحكومة بما خلص إليه ذلك التشاور، ويتعين على المهنيين أن يلتزموا أيضا بما تم الاتفاق عليه. المؤسف أن بعض الصحفيين يكتفون بنقل ما يقوله النقابيون بدون تمحيص. أعتقد أن الإضراب الحالي لا داعي له وغير مبرر ويؤدي إلى المس بمصالح المواطنين. لقد تم الحوار والتزمت الحكومة بتعهداتها وننتظر من المهنيين أن يحترموا التزاماتهم. لقد وقعت حادثة سير مؤسفة مؤخرا بتارودانت راح ضحيتها 10 أشخاص. إن الحكومة عازمة على إخراج نص قانوني ينظم النقل في المغرب ولحماية المواطنين من مثل هذه الحوادث المميتة التي تودي يوميا بحياة 11 شخصا.