عرفت محطة القطار الرئيسية بمدينة القنيطرة، في وقت مبكر من صباح أول أمس، أحداثا خطيرة، بعدما اندلعت مواجهات بين مجموعة من المهاجرين الأفارقة وشرطي كان مكلفا بحفظ النظام العام بالمحطة المذكورة. وكشف مصدر موثوق أن الشرارة الأولى لهذه المواجهات بدأت حينما رفض المهاجرون المتحدرون من دول جنوب الصحراء الإدلاء لمراقب القطار القادم من مدينة الدار البيضاء، رغم إصرار هذا الأخير، وحينما وصل القطار إلى القنيطرة، استمر الصراع بينهما، وهو ما أثار انتباه رجل الأمن. وأضاف المصدر أن المواطنين الأفارقة لم يستسيغوا تدخل الشرطي ومعاتبتهم على عدم توفرهم على التذاكر، فقاموا، بشكل جماعي، بالاعتداء عليه لفظيا والاحتجاج عليه بقوة، رغم أن عنصر الأمن ظل يعاملهم بطريقة حضارية، ولم يستعمل العنف في حقهم. وحسب المصدر نفسه، فإن الأحداث تطورت إلى اشتباكات بعدما تدخل أحد الركاب لحماية الشرطي، حيث تصدى للمعتدين، مطالبا إياهم بالتراجع واحترام رجل الأمن، فواجهوه بعبارات السب والشتم، قبل أن يعرضوه هو الآخر للضرب. وشوهد عدد من المهاجرين وهم يطاردون المواطن بشراسة، ويحاصرونه، قبل أن يشرعوا في توجيه اللكمات إليه، وهو ما خلق جوا من الرعب والفزع في نفوس الركاب الذين كانوا وقتئذ ينتظرون بالمحطة، ولم تنته هذه الأحداث إلا بتدخل دورية للأمن اعتقلت عددا من الأفارقة، كما اقتادت المواطن إلى مصلحة الشرطة للاستماع إلى تصريحاته.