ازدادت حدة المواجهة الدبلوماسية بين المغرب وجبهة البوليساريو داخل عدد من الدول الأوربية، كان آخرها العاصمة الإيطالية روما. ففي الوقت الذي كان يطالب فيه زعيم البوليساريو أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الإيطالي بفرض عقوبات دولية على المغرب، كان محمد الشيخ بيد الله، رئيس مجلس المستشارين، يتحدث إلى رئيس مجلس الشيوخ المذكور عن أهمية مسلسل الإصلاحات الديمقراطية، التي تعرفها المملكة والتحديات الأمنية بمنطقة الساحل والصحراء، والجهود التي تقوم بها المملكة في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للقارات والهجرة السرية. وسبق لقاء بيد الله برئيس مجلس الشيوخ الايطالي، بيترو غراسّو، مشاركته في حفل افتتاح فعاليات الدورة الثانية للأيام الثقافية المغربية الإيطالية بروما، التي نظمت تحت شعار «ثقافة الصحراء». وجاءت هذه التحركات إثر تحركات قوية قام بها اللوبي المدافع عن جبهة البوليساريو بإيطاليا من خلال تحركات مكثفة ضد المغرب. وفي السياق ذاته، اعتبر رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي في حديثه إلى بيد الله أنه بالنسبة لبلاده وأوروبا، يعتبر المغرب أهم نقطة مرجعية في مجال تطوير العلاقات في منطقة المتوسط. مضيفا أن هناك تعاونا كبيرا بين المغرب وايطاليا اللذين يبحثان دوما عن تطوير علاقات التعاون بينهما. ومن جانبه، تحدث بيد الله على هامش الأيام الثقافية المغربية بروما عن الخصوصيات الرئيسية للثقافة الحسانية، موضحا أن هذه الثقافة تشكل جزءا لا يتجزأ من الهوية المغربية التعددية، وتستند على مرجعية غنية تضم بالأساس القرآن الكريم والحديث الشريف والشعر والحكم والتقاليد الاجتماعية. واعتبر أنه على الرغم من أن الثقافة الحسانية تبدو طاغية في المناطق حيث الساكنة تتحدث اللغة الحسانية، إلا أن هذه التعبيرات تبقى حاضرة في باقي جهات البلاد، وتتحدث بها ساكنة الفضاء الجغرافي الممتد من كلميم جنوب المغرب إلى غاية الحدود السنغالية والموريتانية من جهة، وشمال مالي وجنوب غرب الجزائر. إلى ذلك، وفي ضربة قوية إلى جبهة البوليساريو بإيطاليا كشفت صحيفة (ال فوغليو) الإيطالية، وجود صلات قوية بين البوليساريو والمنظمات الإرهابية من قبيل تنظيم «القاعدة» في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة أنصار الدين، و»الحركة من أجل الوحدة والجهاد بغرب إفريقيا» (ميجاو)، موضحة بأن 650 شابا صحراويا بمخيمات تندوف، والذين تم تجنيدهم من قبل هذه الجماعات الإرهابية، نفذوا عمليات متعددة تتعلق، على الخصوص، باختطاف الأشخاص وتهريب المخدرات والأسلحة.