من يوم لآخر، بدأت تتوضح للايطاليين حقيقة جبهة «البوليساريو». فبعد احتضان العاصمة روما لمؤتمر يدعم البوليساريو يومي الجمعة و السبت الماضيين، وما رافق ذلك من جدل في البرلمان الايطالي، وبعد دخول صحيفة «ال فوغليو» الإيطالية، واسعة الانتشار على الخط من خلال، مقال لها أبرزت فيه وجود صلات قوية بين «البوليساريو» والمنظمات الإرهابية، التلفزيون الايطالي، يؤكد بدوره وجود علاقة «شبه علنية» بين تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي والبوليساريو. وإذا كان المؤتمر الذي نظمته البوليساريو قد دفع عضو مجلس الشيوخ الايطالي أندريا ايكيلو إلى التوجه بسؤال شفوي إلى وزير الداخلية الايطالي أنجيلينو ألفانو، حول التدابير الأمنية المتخذة من طرف الحكومة الايطالية لمنع تسلل عناصر مرتبطة بالحركات الجهادية بشمال افريقيا إلى إيطاليا، فإن التلفزيون الإيطالي سلط الضوء أكثر على الموضوع، وكشف في برنامج له أن الوقائع الملموسة على أرض الواقع تؤكد وجود «علاقة شبه علنية بين تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي والبوليساريو». توني كابيوزو، منشط البرنامج الأسبوعي «ميزي توني»الذي بثته مساء أول أمس الأحد قناة «تي جي 24» حول نشاط الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل، وبعدما أكد وجود هذه العلاقة، فإن المتخصص في القضايا الدولية قدم عدة أمثلة في هذا الصدد من بينها على الخصوص واقعة اختطاف سيدة إيطالية كانت تقوم بمهمة إنسانية بمنطقة تندوف من طرف منظمة متطرفة بتواطؤ مع عناصر من داخل المخيمات، حيث تساءل كيف يمكن أن تغيب مثل هذه الحقيقة عن أذهان بعض البرلمانيين الايطاليين المؤيدين لما يسمى ب«مؤتمر دعم البوليساريو» المنعقد مؤخرا بمنطقة لازيو بروما. أما أرتورو باريلي المتخصص في قضايا الإرهاب الدولي وضيف كابيوزو في البرنامج التلفزيوني، فقد أكد هو الآخر، وجود علاقة بين «لبوليساريو»والمجموعات الإرهابية، واعتبر أن الأجيال الجديدة لهذا التنظيم «عملت على تقوية صفوف القاعدة بالمغرب الإسلامي مع مختلف فروعها» (ميجاو وأنصار الدين) عن طريق السيطرة على هذه المنطقة والتعاطي لمختلف أنواع تهريب المخدرات والسلاح والتبغ والبشر. وأشار باريلي إلى أن نشاط التهريب الذي تمارسه هذه الحركة هو سبب استمرارها في هذه المنطقة الخطيرة، في الوقت الذي أجمعت باقي المداخلات خلال هذه الحلقة على الخطر الذي يتهدد أوربا جراء النشاط المتزايد للجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل غير المستقرة والتي تشكل منبعا لمختلف أنواع التهريب. وإذاكان «بعض الايطاليين يستخفون بهذا الخطر ويقللون منه»، حسب أحد المشاركين في هذا اللقاء ،إلا أنه في «الواقع يعنينا من قريب»، يقول المشارك نفسه، وذلك بعدما أثارالانتباه إلى الإجراءات الأمنية المشددة في المطارات وارتفاع عدد المهاجرين السريين الوافدين على السواحل الإيطالية إضافة إلى المصالح الإيطالية بمنطقة الساحل.