اعتبر رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي أن "المغرب نقطة مرجعية لسياسة إيطاليا وأوروبا في منطقة المتوسط". وأوضح، رئيس مجلس الشيوخ الايطالي، بيترو غراسّو، عقب مباحثاته مع رئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله بروما الجمعة الماضي أنه تم "الإعراب عن الأمل بتعاون أوثق بين برلماني بلدينا"، مشيرا إلى أنه "بالنسبة لإيطاليا وأوروبا، تعتبر المغرب أهم نقطة مرجعية في مجال تطوير العلاقات في منطقة المتوسط". واكد رئيس مجلس الشيوخ على "وجود تعاون كبير بين المغرب وايطاليا اللذين يبحثان دوما على تطوير علاقات التعاون بينهما". وقال رئيس مجلس الشيوخ الايطالي للصحافة أنه استعرض مع نظيره المغربي جميع أوجه التعاون بين المؤسستين التشريعيتين في البلدين، مشيرا إلى أنه تلقى دعوة من محمد الشيخ بيد الله للقيام بزيارة إلى المغرب. ومن جهته، تناول محمد الشيخ بيد الله بعمق العلاقات المتميزة بين المملكة المغربية وإيطاليا وأهمية البعد البرلماني في تدعيمها وتطويرها خدمة للمصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين. واستعرض بيد الله أهمية مسلسل الإصلاحات الديمقراطية التي تعرفها المملكة المغربية، كما تطرق إلى التحديات الأمنية بمنطقة الساحل والصحراء، مبرزا جهود المملكة في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للقارات والهجرة السرية... حضر هذا اللقاء رئيسا الفريقين البرلمانيين لحزبي الأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية بمجلس المستشارين،على التوالي حكيم بنشماس وعبد الحميد السعداوي، كما حضره سفير المغرب بايطاليا حسن أبو ايوب. وقبل هذه الزيارة، افتتح محمد الشيخ بيد الله بروما فعاليات الدورة الثانية للأيام الثقافية المغربية الإيطالية التي نظمت بروما من 14 إلى 16 نونبر الجاري تحت شعار "ثقافة الصحراء". وبعدما دشن معرضا للصناعة التقليدية تحت شعار "العلاقات المغربية الإيطالية شذرات من الذاكرة"، قدم بيد الله عرضا حول موضوع “تدبير التعدد الثقافي بالمغرب” متوقفا عند التعددية الثقافية واللغوية التي يزخر بها المجتمع المغربي وبالخصوص عند الثقافة الحسانية. وأوضح بيد الله، ضيف شرف هذه الدورة، أن الصناعة التقليدية تشكل من خلال منتجاتها المتعددة ومختلف مظاهرها، رافدا من روافد التراث الثقافي الغني للأمة، مضيفا أنها تعد إحدى التعبيرات الثقافية الإبداعية المحلية التي "تنصهر في مزيج بين الأصالة والمعاصرة و بين ما هو محلي وما هو عالمي". ولدى تطرقه للخصوصيات الرئيسية للثقافة الحسانية، أوضح بيد الله، رئيس الغرفة العليا بالمغرب، أن هذه الثقافة تشكل جزءا لا يتجزأ من الهوية المغربية التعددية، وتستند على مرجعية غنية تضم بالأساس القرآن الكريم والحديث الشريف والشعر والحكم والتقاليد الاجتماعية. وسجل أنه بالرغم من أن الثقافة الحسانية تبدو طاغية في المناطق حيث الساكنة تتحدث اللغة الحسانية، إلا أن هذه التعبيرات تبقى حاضرة في باقي جهات البلاد، ولاسيما المنطقة الشرقية والحوز ودرعة والشراردة، مشيرا إلى أن اللغة الحسانية هي اللغة الأم بالنسبة لغالبية المغاربة الذين يقطنون بالمنطقة الممتدة من واد نون إلى غاية الحدود الموريتانية، كما تتحدث بها ساكنة الفضاء الجغرافي الممتد من كلميمجنوب المغرب إلى غاية الحدود السنغالية والموريتانية من جهة، وشمال ماليوجنوب غرب الجزائر من جهة أخرى. من جهة أخرى، قال سفير المغرب بإيطاليا حسن أبو أيوب، في تصريحات للصحافة، إن تنظيم هذه التظاهرة يتوخى إعطاء دفعة جديدة للعلاقات المغربية الإيطالية مع إبراز غنى وتنوع التراث الثقافي للمملكة التي انخرطت في إنجاز مشاريع مهيكلة كبرى، مضيفا أن العلاقات العريقة بين البلدين وقيمهما المشتركة، والإمكانيات الكبيرة التي يزخران بها، والقواسم المشتركة بين الشعبين تعتبر كلها مؤهلات ينبغي الاستفادة منها لإرساء أسس علاقات متينة سواء على المستوى الإنساني أو المؤسساتي. وأكد أبو أيوب أنه "حان الوقت لكي يعمل البلدان على إحداث آليات جديدة للتعاون كفيلة بتحقيق شراكة استراتيجية". وفي نفس السياق، شارك بيد الله في ندوة نظمتها السفارة المغربية بروما بتعاون مع جمعية الصداقة الايطالية المغربية حول "المغرب وإيطاليا: أي سياسة لتنمية مستدامة". وركز بيد الله في عرضه حول بعض الجوانب التي تميز العلاقات المغربية الايطالية، وموقع المغرب الجيو سياسي بالفضاء المتوسطي، كما توقف عند أهمية النموذج التنموي الديمقراطي المغربي المتفرد بالمنطقة ودوره في استتباب الأمن والسلم بمنطقة بمنطقة شمال إفريقيا. وتندرج فعاليات هذه التظاهرة في سياق جهود السفارة المغربية بروما للتصدي لخصوم الوحدة الترابية، والتعريف بالطرح المغربي حول قضية الصحراء المغربية. وقد تميزت هذه التظاهرة بحضور مجموعة من الشخصيات السياسية والمدنية بإيطاليا، وسفراء بعض البلدان الشقيقة والصديقة، وكذا ممثلي وسائل الإعلام الايطالية، وبعض الفعاليات المغربية بالديار الايطالية.