قرر وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لحسن الداودي، إيفاد لجنة تقصي إلى جامعة القرويين لإعداد تقرير مفصل على احتقان تعيشه كلية الشريعة بفاس، بسبب اتهام أستاذة جامعية لإدارة الكلية بممارسة ضغوطات عليها. وقالت المصادر إن اللجنة التي ترأسها المفتش العام للوزارة قد استمعت، نهاية الأسبوع الماضي، إلى الأطراف كلها في كلية الشريعة، والتي سبق لها أن عاشت أوضاع احتقان لما يقرب من ثلاث سنوات انتهت بإعفاء العميد السابق، وتعيين عميد جديد بدله. لكن لم تمر سوى سنتان حتى عادت نيران الاحتجاجات لتندلع من جديد في هذه الكلية، بعدما تأجج النزاع بين أستاذة جامعية تشرف على سلك ماستر، رفقة فريقها البيداغوجي، وبين إدارة الكلية. وقرر العشرات من الطلبة، زوال يوم أول أمس السبت، مقاطعة امتحانات ولوج مختلف أسلاك الماستر بهذه الكلية تضامنا مع الأستاذة الجامعية حكيمة الحطري، ومع عدد من الطلبة تم إقصاؤهم من ولوج سلك الماستر، بالرغم من أن ملفاتهم تستجيب للمعايير المطلوبة، وتم انتقاؤهم في لائحة أولية من قبل الأستاذة الجامعية، لكن الإدارة تراجعت عنها وأعلنت عن لائحة أخرى، لم تستند في انتقائها على دراسة ملفات الطلبة وقالت مصادر جامعية إن إدارة الكلية بتنسيق مع رئاسة الجامعة قد أعفت الأستاذة الجامعية حكيمة الحطري من تنسيق ماستر «مدونة الأسرة»، وتعيين منسق آخر، بناء على دراسة أجريت على ملفات سابقة، لكن مصادر مقربة أوردت بأن قرار الإعفاء اتخذ بعيدا عن المساطر المعمول بها، مضيفة بأن الوزير الداودي أبدى استغرابه للطريقة التي تم بها اتخاذ القرار، دون أن تكون وزارة التعليم العالي على علم بالموضوع. وأعادت الإدارة النظر في لوائح الطلبة الذين تم انتقاؤهم لاجتياز مباراة ولوج الماستر، وتم إقصاء ما يقرب من 60 طالبا يوردون بأنهم تتوفر فيهم المعايير المطلوبة، في حين بررت الإدارة القرار المتخذ في حقهم بكونهم قد سبق أن أحيلوا على مجالس تأديبية. لكن الطلبة احتجوا على هذا القرار، وقالوا إن إحالة البعض منهم على مجالس تأديبية لا يجب أن يكون مبررا لحرمانهم من مواصلة دراساتهم العليا في سلك الماستر. وتحدث المصادر عن وجود معارك وصفتها بالصغيرة تستهدف الأستاذة الجامعية، حكيمة الخطري، موردة بأن هذه الأستاذة معروفة بحركيتها ومشاركتها في عدة لقاءات وطنية ودولية، ومراكمتها لجوائز تقديرية، وانفتاحها على المحيط، وتأليفها لعدة كتب، وهو ما لا يروق لبعض الأطراف التي تشن عليها حملة وصفتها المصادر ب»المشينة»، وذكرت بأن اللجنة الوزارية قد توصلت بملف متكامل عن العراقيل التي اصطدمت بها هذه الأستاذة الجامعية منذ سنوات.