عادت الروائح الكريهة إلى مدينة تطوان بسبب دخول عمال شركتي النظافة «ميكومار» و»سيطا» في إضراب مفتوح عن العمل بسبب توقيف أحد المستخدمين. وكشف متحدث عن الجماعة الحضرية لتطوان أن قرار المدير بتوقيف المستخدم المذكور جاء بسبب تعرضه للسب والقذف من طرفه، فيما قرر عمال الشركتين التضامن معه والدخول في إضراب عن العمل. وأضاف المصدر ذاته أن المدير الحالي لشركة «ميكومار» متشبث بتوقيف عامل النظافة، فيما انطلقت مفاوضات بين الأطراف المعنية إلى غاية الساعة الرابعة فجرا، من يوم أول أمس، دون التوصل إلى حل ينتشل مدينة تطوان من أزبالها. من جهته، ذكر مصدر من شركة التدبير المفوض لقطاع النظافة «سيطا» أن مديرا مركزيا حل يوم أمس بتطوان للبحث عن وسيلة أخرى لجمع نفايات تطوان المتراكمة، بعد دخول العمال في إضراب، تتمثل في جلب مستخدمين آخرين بدل المضربين إلى غاية التوصل إلى اتفاق معهم، مشيرا إلى أن الشركتين أصبحتا عاجزتين عن التعامل مع المستخدمين، وخصوصا النقابيين منهم، بعد تهديدهم في كل وقت وحين بالدخول في إضراب، كلما تم تنبيههم إلى تقاعسهم في العمل. ويندد المواطنون بلعبة الشد والجذب بين الشركتين المفوض لهما تدبير قطاع النظافة بمدينة تطوان وبين المستخدمين، خصوصا بعد الإضرابات المفتوحة التي يخوضها عمالهما، مطالبين رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، وولاية الإقليم، بالتدخل لإنقاذ «الحمامة البيضاء» من نفاياتها التي تزكم الأنوف بشوارع المدينة وأزقتها، والتردي الخطير على مستوى نظافتها وتأثيرها على البيئة والسلامة الصحية للأطفال. وكانت الجماعة الحضرية لتطوان قد أقدمت على اختيار شركتين لتدبير عملية جمع النفايات بالمدينة٬ إحداهما تقوم بعملية جمع النفايات بالجهة الشمالية من المدينة (دائرة سيدي المنظري) فيما تتكفل الثانية بالجهة الجنوبية من المدينة (دائرة الأزهر)، بغلاف مالي يقدر ب40 مليون درهم، حيث كانت تسعى إلى وضع حد للنزاع المتواصل الذي جمعها بشركة «تيكميد» بسبب عجزها عن تسوية خلافاتها مع عمالها الذين يقدر عددهم ب380 مستخدم٬ والذين كانوا حينها يخوضون إضرابات متواصلة بسبب عدم أداء أجورهم٬ مما انعكس سلبا على الساكنة وصحتها. ولحدود يوم أمس، لم تصدر الجماعة الحضرية أي بلاغ إعلامي يخبر السكان بأسباب دخول مستخدمي شركة النظافة في إضراب عن العمل، أو بالإجراءات التي ستتخذها لإنقاذهم من هذه المعضلة البيئية والصحية.