نصب رجال الدرك حوالي ستة حواجز أمنية بمداخل سيدي علي بن حمدوش، للحيلولة دون «تسلل» الشواذ إلى موسم هذا الولي الذي تتزامن احتفالاته مع عيد المولد النبوي الشريف. وفي الحاجز السادس، يتم توقيف جميع وسائل النقل التي تحج إلى الموسم للتأكد من هوية الزوار، والتمعن في ملامحهم. واختارت إدارة الدرك مدرسة ابتدائية بجماعة الغماصين القروية التي يقام الموسم في ترابها، وهي مدرسة ابتدائية وحيدة بالمنطقة، لإقامة مكتب بها يتابع تطور الوضع الأمني بالموسم. ونصبت فيها خيام لإقامة رجال الدرك ومعهم رجال القوات المساعدة. وإلى جانب هذه الحواجز وزع رجال الدرك والمخازنية، طيلة يوم الأربعاء، على مختلف أنحاء المنطقة، ل»التقاط» أي مشتبه في كونه ينتمي إلى «قبيلة» الشواذ. وبالرغم من هذه الإجراءات الأمنية غير المسبوقة، فقد حج عدد من الشواذ إلى الموسم. ووصل عدد المعتقلين على خلفية شبهة الشذوذ إلى حدود مساء أول أمس الأربعاء إلى 17 شخصا، تم الاحتفاظ بهم رهن الاعتقال بالمدرسة الابتدائية بالجماعة، في انتظار إنجاز محاضر لهم وتقديمهم إلى النيابة العامة بتهمة الشذوذ الجنسي والإخلال بالآداب العامة. وارتباطا بالموضوع لازالت التصريحات التي أدلى بها سمير البركاشي، منسق جمعية «كيف كيف» للشواذ، تثير جدلا واسعا في بعض صالونات السياسيين بالرباط، ولا سيما بعد تأكيده أن جمعيته مدعمة من طرف عدد من الجمعيات الحقوقية والأحزاب السياسية المغربية والبعثات الدبلوماسية الأجنبية المعتمدة بالرباط. وبهذا الخصوص أكدت فاطمة بلموذن، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، أنه «ليس لديها مشكل مع «ظاهرة المثليين الجنسيين» وليس لديها حكم سلبي عليها»، قبل أن تستدرك قائلة: «استغربت تصريح سمير البركاشي في هذا الوقت المتسم باقتراب الاستحقاقات الانتخابية»، وأضافت، في تصريح ل»المساء»: «مثل هذه التصريحات لا تدخل في جوهر تحليلاتنا وقد تؤثر أكثر على الرأي العام، خصوصا الذين يهتمون بالأخبار الفضائحية». وختمت تصريحها بالقول: « الاتحاد أكبر من الدخول في هذا النوع من التحليلات، لأن له اهتمامات أخرى في الوقت الراهن ترتبط بالتحولات السياسية والحركية التي يعرفها المجتمع المغربي». من جانبه، وصف الداعية عبد الباري الزمزمي سمير البركاشي ب«الكاذب»، وأضاف قائلا: «مشروع هذا الشخص مشبوه ومنبوذ في المجتمع المغربي»، وأكد أن تصريحاته لا يؤخذ بها، لأنه «رجل فاسق لا تقبل روايته ولا شهادته كما تنص على ذلك النصوص الشرعية». وحمل الزمزمي الصحيفة مسؤولية تعريف الرأي العام الوطني بهذا الشخص، لأنه، في رأي الزمزمي، «لولا الصحيفة لما عرفه أحد». لازالت التصريحات التي أدلى بها سمير البركاشي، منسق جميعة «كيف كيف» للشواذ، تثير جدلا واسعا في بعض صالونات السياسيين بالرباط، ولا سيما بعد تأكيده أن جمعيته مدعمة من طرف عدد من الجمعيات الحقوقية والأحزاب السياسية المغربية والبعثات الدبلوماسية الأجنبية المعتمدة بالرباط. أما محمد الخليفة، القيادي في حزب الاستقلال، فقد تأسف عن فتح بعض الصحف والمجلات الوطنية لصفحاتها ل»هؤلاء الشواذ الذين لن نقبل في المغرب أن يكون لهم صوت خافت أو عالي». ووصف هذه الصحف بكونها «لم تعد لها حدود بين ما يمكن وما لايمكن نشره، ولم يعد لها الخيط الرفيع الذي يحدد دورها الإعلامي في المجتمع المغربي». وأضاف القيادي الاستقلالي أن التصريحات كانت «مفاجئة ويجب أن نفتح أعيننا لنقوم بكل ما يمكن أن نقوم به كدولة ومجتمع للحفاظ على الهوية المغربية أو الفكرية أو الدينية أو اللغوية». لأن هؤلاء، يضيف الخليفة، «يستهدفون الهوية المغربية من كل الجهات ويحاولون زعزعة الركائز الأساسية للمغرب». وذهب القيادي الاستقلالي إلى حد القول: «إننا نتفهم الأمراض البشرية التي قد يبتلى بها الإنسان، لكن وجب من ابتلي أن يستر نفسه، وهذه هي حدود الحرية الشخصية». وحول التصريح الذي أكد فيه البركاشي أن لجمعيته أتباعا في حزب الاتحاد الاشتراكي، قال الخليفة: «هذا الإنسان، وقد فتحت له صفحات صحيفة وطنية، يريد أن يلقي عليه الكثير من الأضواء وأن يمس بسمعة الآخرين، وبما أنه لم يستحيي فإنه يريد أن يلوث الفضلاء من الناس»، مشيرا إلى أن «تلميحاته من باب الاصطياد في الماء العكر عله يجد تيارا أحمق أو حزبا غير متمكن ليذهب معه إلى المحاكم». وطالب الخليفة بفتح تحقيق في الموضوع من طرف الشرطة القضائية ليكشف عن حيثيات اعاءاته، فإن لم تكن له دلائل، يضيف الخليفة، فيجب تحريك مسطرة القانون الجنائي في حقه «لأن نعت مواطن مغربي بالشاذ فيه إهانة لكرامة المغربي عموما».