مثل أمام هيئة المحكمة الابتدائية بمكناس صباح أمس الاثنين حوالي 46 شخصا بتهم الشذوذ الجنسي والفساد والسكر العلني، بعد أن تم اعتقالهم من قبل عناصر الدرك بمنطقة سيدي علي بنحمدوش، بضواحي مكناس، في منازل مشبوهة، حيث كانوا يمارسون طقوسا خاصة. وكان المعتقلون يكترون منازل استعدادا للمشاركة في موسم سيدي علي بنحمدوش الذي ينظم سنويا بالمنطقة مباشرة بعد يوم عيد المولد النبوي. وذكرت بعض المصادر أن هيئة المحكمة قررت متابعة معظم المعتقلين، الذين كان ضمنهم رجال ونساء، في حالة سراح بعد أدائهم كفالة 500 درهم لكل واحد منهم. إلى ذلك، قامت عناصر الدرك بشن حملة واسعة مباشرة بعد عيد المولد النبوي لمنع وصول الشواذ إلى ضريح سيدي علي، وهي الحملة التي أسفرت عن اعتقال أزيد من 46 شخصا بتهمة المس بالأخلاق العامة. وكانت عناصر الدرك اعتقلت نهاية الأسبوع الماضي 21 شخصا، ضمنهم شواذ وعرافات كانوا يمارسون طقوسا خاصة ببيوت مكتراة بمنطقة سيدي علي بنحمدوش، بالقرب من ضريح الولي الصالح، وتم تقديمهم للعدالة. وواصلت عناصر الدرك حملة الاعتقالات خلال يوم أمس الاثنين، حيث تم اعتقال 25 آخرين. وذكرت بعض المصادر أن السلطات الأمنية اعتقلت رجالا بعدما ضبطت بعضهم يرتدون لباسا أنثويا ويتزينون مثل النساء أمام الملأ. وباشرت السلطات، استنادا إلى المصادر ذاتها، حملة واسعة ضد الشواذ الذين يحجون سنويا إلى موسم سيدي علي بنحمدوش الذي تنطلق فعالياته مع عيد المولد النبوي الشريف وتنتهي في اليوم السابع بعده. كما باشرت السلطات الأمنية حملة تفتيش واسعة لعدد من البيوت، التي يؤجرها أصحابها للزائرين للموسم، الذي يستقطب حوالي 60 ألف زائر سنويا. وطلبت السلطات من أصحاب المنازل تسجيل أسماء جميع الأشخاص الذين يكترون لديهم وطلب نسخ من بطاقات تعريفهم الوطنية وتقديمها للسلطات، كما حذرت من مغبة كراء بيوت لشواذ يمارسون طقوسا غريبة خلال أيام الموسم. وفي السياق ذاته، أقامت السلطات حواجز أمنية في الطريق المؤدية إلى منطقة سيدي علي. وأفادت مصادر أمنية بأن هذا الإجراء مكنها من منع وصول عدد كبير من الشواذ إلى المنطقة، كما عملت على مباشرة حملة مداهمات لعدد من البيوت المشبوهة، وكذا تفتيش سيارات الأجرة لتحديد هويات جميع الزائرين. ولم تستثن الحملة، استنادا إلى المصادر الأمنية ذاتها، عددا من العرافات والعاهرات، اللواتي يزرن موسم سيدي علي لأغراض مشبوهة، وهو ما جعل سومة الكراء ترتفع أيام الموسم في منطقة سيدي علي الصغيرة، حيث يتراوح ثمن كراء غرفة واحدة ما بين 300 و700 درهم لليلة، فيما يصل مبلغ كراء منزل صغير إلى أزيد من 10 آلاف درهم لتنظيم ليلة حضرة واحدة. وكانت العديد من الجمعيات المحلية أعربت عن إدانتها لإقدام الشواذ والعرافات والعاهرات على المس بالأخلاق العامة خلال أيام الموسم، وهو ما دفع ما يسمى بالشرفاء الحمدوشيين إلى تأسيس رابطة حملت اسم «رابطة الشرفاء الحمدوشيين». واستنادا إلى بعض المصادر فقد حاولت الرابطة التي أنشئت منذ حوالي سنة ونصف، إلى جانب حل مشاكل «الشرفاء» في ما بينهم، التنديد بما يقدم عليه الشواذ خلال أيام الموسم. ولم تخف بعض المصادر من الرابطة أن هذه الأخيرة واجهت صعوبات كثيرة من أجل التغيير من قبل بعض الشرفاء أنفسهم، والذين وصفتهم ب«الغارقين في ممارسات خارج القانون».