مباشرة بعد عيد المولد النبوي، شرعت عناصر الدرك الملكي في تطويق مختلف المنافذ المؤدية إلى مدينة مكناس لمنع تدفق أعداد الشواذ جنسيا إلى موسم سيدي علي بنحمدوش، الذي يقام سنويا بضواحي العاصمة الإسماعيلية مباشرة بعد عيد المولد. ووفق المعلومات المتوفرة، فإن عناصر الدرك تلقت تعليمات من أجل خوض "حرب" استباقية ضد الشواذ الذين يتدفقون بقوة على المنطقة من مناطق مختلفة من أجل ممارسة طقوس خاصة، ومنعهم من "المجاهرة" بممارساتهم التي أثارت جدلا واسعا في السنوات السابقة. ومنذ العام الماضي، سارت السلطات في سياق محاصرة جموع الشواذ الذين اشتهرت المنطقة باحتضانهم وممارستهم لعادات خاصة، تصل إلى حد الزواج أمام أنظار الجميع. وفي ظل الاحتجاجات سواء من قبل بعض الأحفاد الحمدوشيين أو من قبل بعض السكان، باشرت عناصر الدرك حملة واسعة السنة الماضية لتطهير المنطقة التي تتحول سنويا إلى مزار للشواذ المتزينين بالزي النسائي التقليدي. وتبعا لذلك، قامت عناصر الدرك بشن حملة واسعة مباشرة بعد عيد المولد النبوي لمنع وصول الشواذ إلى ضريح سيدي علي، وهي الحملة التي أسفرت السنة الماضية عن اعتقال أزيد من 46 شخصا بتهمة المس بالأخلاق العامة، ضمنهم شواذ وعرافات كانوا يمارسون طقوسا خاصة ببيوت مكتراة بمنطقة سيدي علي بنحمدوش، بالقرب من ضريح الولي الصالح، وتم تقديمهم إلى العدالة. وفي إطار مواصلتها للحملة، اعتقلت عناصر الدرك 25 آخرين، بعدما تبين لها أنهم رجال يرتدون لباسا أنثويا ويتزينون مثل النساء أمام الملأ. وخلال السنة الجارية، عادت السلطات إلى مواصلة حملتها ضد الشواذ الذين يحجون سنويا إلى موسم سيدي علي بنحمدوش الذي تنطلق فعالياته مع عيد المولد النبوي الشريف وتنتهي في اليوم السابع بعده. كما باشرت السلطات الأمنية حملة تفتيش واسعة لعدد من البيوت، التي يؤجرها أصحابها للزائرين للموسم الذي يستقطب حوالي 60 ألف زائر سنويا. وطلبت السلطات من أصحاب المنازل تسجيل أسماء جميع الأشخاص الذين يكترون لديهم وطلب نسخ من بطاقات تعريفهم الوطنية وتقديمها إلى السلطات، كما حذرت من مغبة كراء بيوت لشواذ يمارسون طقوسا غريبة خلال أيام الموسم. وفي السياق ذاته، أقامت السلطات حواجز أمنية في الطريق المؤدية إلى منطقة سيدي علي، وأفادت مصادر أمنية بأن هذا الإجراء مكنها من منع وصول عدد كبير من الشواذ إلى المنطقة، كما عملت على مباشرة حملة مداهمات لعدد من البيوت المشبوهة، وكذا تفتيش سيارات الأجرة لتحديد هويات جميع الزائرين. ولم تستثن الحملة، استنادا إلى المصادر الأمنية ذاتها، عددا من العرافات والعاهرات، اللواتي يزرن موسم سيدي علي لأغراض مشبوهة، وهو ما جعل سومة الكراء ترتفع أيام الموسم في منطقة سيدي علي الصغيرة، حيث يتراوح ثمن كراء غرفة واحدة ما بين 300 و700 درهم لليلة، فيما يصل مبلغ كراء منزل صغير إلى أزيد من 10 آلاف درهم لتنظيم ليلة حضرة واحدة. وكانت العديد من الجمعيات المحلية أعربت عن إدانتها لإقدام الشواذ والعرافات والعاهرات على المس بالأخلاق العامة خلال أيام الموسم، وهو ما دفع ما يسمى بالشرفاء الحمدوشيين إلى تأسيس رابطة حملت اسم «رابطة الشرفاء الحمدوشيين». واستنادا إلى بعض المصادر، فقد حاولت الرابطة التي أنشئت منذ حوالي سنة ونصف، إلى جانب حل مشاكل «الشرفاء» في ما بينهم، التنديد بما يقدم عليه الشواذ خلال أيام الموسم. ولم تخف بعض المصادر من الرابطة أن هذه الأخيرة واجهت صعوبات كثيرة من أجل التغيير من قبل بعض الشرفاء أنفسهم، والذين وصفتهم ب"الغارقين في ممارسات خارج القانون".