أظهرت دراسة حديثة لمؤشر ثقة المستهلك في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، أن المشتركين في أرجاء المنطقة يتوقعون زيادة في تكاليف المعيشة في بلدانهم خلال الأشهر الستة المقبلة. ولا يختلف المغرب عن تلك التوقعات حيث أشار 67 في المائة منهم إلى أن تكاليف المعيشة سترتفع لا محالة خلال الستة أشهر القادمة، بينما عبر 5 في المائة فقط من المغاربة أن هذه التكاليف ستنخفض. وحسب مؤشر «بيت.كوم» لثقة المستهلكين والتي نظمها الموقع الإلكتروني «بيت.كوم» بالتعاون مع منظمة الاستشارات والأبحاث «يوغوف «، فإن الوضعية المالية الحالية ل 28 في المائة من المغاربة هي أسوأ مما كانت عليه قبل 6 أشهر، بينما اعتبر 44 في المائة منهم أن الوضع بقي كما كان عليه سابقا، في حين عبر 11 في المائة فقط من المغاربة أن وضعهم أصبح أفضل من ذي قبل. وفيما يخص توقعات المغاربة لوضعيتهم المالية خلال الستة أشهر المقبلة، سجلت الدراسة أن نسبة المتفائلين بتغير الوضع المالي إلى الأحسن تقارب 44 في المائة، في حين يرى 25 في المائة من المستجوبين المغاربة أن وضعهم المالي مستقبلا سيبقى على ما هو عليه، و7 في المائة فقط كانوا متشائمين حيال وضعيتهم المادية خلال الستة أشهر المقبلة. ومن تداعيات الأزمة الاقتصادية التي لا زالت ارتداداتها متواصلة، تراجع نسبة الأسر المغربية التي توفر جانبا من أموالها للمدخرات، حيث خلصت دراسة «بيت.كوم» إلى أن 48 في المائة من المغاربة يقولون بأن مدخراتهم الحالية تناقصت مقارنة مع السنة الماضية، بينما 18 في المائة فقط من المستجوبين أكدوا أن مدخراتهم ارتفعت خلال هذه السنة، في حين يرى 25 في المائة منهم أنها بقيت على حالها مقارنة بالسنة الماضية. وفيما يتعلق بالاستثمارات الكبيرة، لا ينوي معظم المشاركين في الدراسة شراء سيارة خلال الأشهر ال12 المقبلة، حيث أجاب 55 من المستجوبين المغاربة أنهم لا يفكرون في الشراء حاليا، بينما عبر 27 في المائة منهم فقط نيته في اقتناء سيارة خلال السنة المقبلة. وفي مجال العقارات لن يشتري 58 في المائة من المشاركين المغاربة عقارا في الأشهر ال 12 القادمة، وتتطلع النسبة القليلة الراغبة بشراء عقار ما إلى استثمار عقارات جديدة بدلا من تلك المملوكة سابقا وذلك بنسبة 54 في المائة، في حين يرغب 58 في المائة بشراء شقة مقابل فيلا 17 في المائة، ويبحث 20 في المائة من المشاركين عن شراء عقار تجاري. ويخطط 34 في المائة من المغاربة لشراء جهاز كمبيوتر شخصي أو كمبيوتر محمول في الأشهر الستة المقبلة، ومن المتوقع أن تكون الرغبات الاستهلاكية الأخرى مقسمة إلى شراء الأثاث بنسبة 24 في المائة و20 في المائة يرغبون في استبدال تلفازهم بآخر من نوع «إل سي دي» أو بلازما، في حين يرى 14 في المائة من المستجوبين أن حاجتهم إلى ثلاجة خلال الستة أشهر المقبلة أهم من السلع الأخرى. وأضافت الدراسة، أن معظم المشاركين في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط يعتقدون أن البلدان التي يقيمون فيها شهدت انحسارا اقتصاديا في خلال الأشهر الستة الماضية، وخاصة في سوريا 84 في المائة والأردن 66 في المائة ولبنان 65 في المائة وتونس 63 في المائة، بينما كان المغاربة أكثر تفاؤلا، إذ لم تتعد النسبة 20 في المائة، في حين عبر 42 في المائة من المغاربة أن الوضع الاقتصادي بقي على حاله خلال الستة أشهر الماضية.