لم يمض تخليد اليوم العالمي للمرأة في فاس بشكل عاد. فقد تدخلت قوات «السيمي»، من جديد، لتفريق طلاب ينتمون إلى فصيل النهج الديمقراطي القاعدي، مساء أول أمس الأحد، بساحة «فلورنس» بوسط المدينة، وذلك بعد تمكن هؤلاء الطلبة من اجتياز «الحواجز» التي نصبتها السلطات الأمنية في الأحياء المجاورة لجامعة ظهر المهراز للالتحاق بوقفة دعت إليها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لتخليد المناسبة. وردد القاعديون شعارات منددة باعتقال 10 من رفاقهم يقبعون بسجن عين قادوس في انتظار استئناف التحقيق معهم يوم 21 أبريل المقبل. كما رددوا شعارات تربط بين قضية المرأة وبين ما يسمونه ب»حسم الصراع الطبقي» في المغرب. وظلت النساء المحتفى بهن يتفرجن على الوضع على بعد أمتار من الساحة، منتظرات ما ستؤول إليه الأوضاع، قبل أن يتدخل رجال «السيمي» لتفريق المحتجين ومعهم المتفرجين. وفي الوقت الذي صعد فيه هؤلاء الطلاب من شعاراتهم، عزل حقوقيو المدينة وقفتهم، بينما تابعت مختلف الأجهزة الأمنية الوضع «عن كثب» ولجأت إلى الهواتف النقالة لتصوير المحتجين، بدعوى وجود مبحوث عنهم ضمنهم. هذا قبل أن يتدخل رجال «السيمي» لتفريق الطلاب، مباشرة بعد رفع حلقية نقاش تُلي فيها بيان القاعديين، ورفعت فيها شارات النصر لأكثر من مرة. وانضم المعطلون إلى هؤلاء الطلاب. واستعرض بلاغ لهم «محنتهم» مع السلطات المحلية التي ترفض فتح أي حوار يصفونه بالجاد معهم. وقال البلاغ إن أحدهم أصيب بمرض عصبي نتيجة لما يسمونه ب»الأساليب القمعية والترهيب والحصار المضروب على الجمعية». كما أشار البلاغ إلى أن بعضهم تعرض، في وقت سابق، لعمليات «اختطاف» من قبل قوات الأمن، قبل أن تتم إعادتهم إلى مقر نقابة الاتحاد المغربي للشغل، النقابة التي يواصلون بمقرها معركتهم من أجل الشغل. وفي سياق احتفالات القاعديين باليوم العالمي للمرأة، اعتبر بيان لهم أن احتفالات «مختلف الصالونات النسائية» البورجوازية هي «خداع للجماهير الشعبية». وقال إن «المرأة الكادحة» لا تزال ترزح تحت نير «كل أشكال القهر والبؤس والاستغلال»، سواء في البيت أو في العمل أو في البوادي. وبينما تحاول السلطات الأمنية «تطهير» الجامعة من هؤلاء «المشاغبين» ومن هذا التيار اليساري الذي يوصف ب«الراديكالي»، يتمسك نشطاؤه بصنع الحدث، حتى وهم داخل السجن. فقد دخل «الرفاق» العشرة المعتقلون، يوم 23 فبراير الماضي، في إضراب آخر عن الطعام لمدة 10 أيام، للمطالبة بتجميعهم في زنزانة واحدة وتوفير ظروف الدراسة لهم و»فك عزلتهم» عن العالم الخارجي. وهو الإضراب الذي يخوضونه منذ السبت الماضي، بعدما سبق لهم أن أنهوا إضرابا إنذاريا عن الطعام لمدة يومين. ويتهم هؤلاء المعتقلون إدارة السجن بتعذيبهم وإصابة بعضهم إصابات خطيرة مساء يوم الخميس الماضي، أثناء «تجمع» لهم بساحة السجن للتنسيق لمعاركهم. وتنفي إدارة سجن عين قادوس وجود أي تدخل في حقهم. ويشير مصدر مسؤول من المؤسسة، رفض الكشف عن اسمه، إلى أن هذه «الأخبار» التي يروجها هؤلاء الطلبة المعتقلون لا أساس لها من الصحة.