سجلت وقائع الملفات القضائية، التي راجت خلال السنوات الأخيرة داخل قاعات محاكم كل من أكاديروتارودانت إدراج أسماء العشرات من الأجانب الأوربيين الذين تورطوا، داخل الدائرة الترابية لاستئنافية أكادير في جرائم مختلفة تتعلق جلها بالاغتصاب وهتك أعراض القاصرين، ونشر أو امتلاك صور خليعة للفتيات والنساء والأطفال القاصرين. وتم ضبط هؤلاء في حالة تلبس، إما داخل الشقق المفروشة أو المقطورات السياحية (كارافان) أو بالفنادق السياحية، منهم من تمت إدانته أو تبرئته، بل منهم من تم طرده من المغرب أو السماح له بمغادرة التراب الوطني رغم تورطه. واتسمت السنتان القضائيتان 2006/2007 بتزايد ملفات الشذوذ الجنسي الذي كان أبطاله من الأجانب بشكل لم يسبق له مثيل. وفي هذا الإطار، تمت محاكمة عشرات من السياح الأجانب المجرمين بمحاكم أكادير رفقة ضحايا أطفال مغاربة، كان أبرز أبطالها الصحافي البلجيكي «فيليب السرفاتي» و«كروفست كريستوف جون» ذو الجنسية الإيرلندية و«مينيك رولف» و«هانس بتير نييس» و«هينين فريدهيلم» ذوو الجنسية الألمانية و«اطسون كنيت»بريطاني الجنسية. وإذا كانت جل الجرائم الجنسية المرتكبة بأكادير من قبل الأجانب، خاصة منهم الأوربيون(الألمان والفرنسيون والبلجيكيون والإيطاليون)، قد تركت وقعا سلبيا على الساكنة، فإن ما صار يعرف بفضيحة الصحافي البلجيكي«فيليب السرفاتي»، الذي تورط في ارتكاب جرائم في حق فتيات ونساء هشمهم الفقر والحاجة، بعد أن استدرجهن إلى شقته ليمارس معهن الجنس ويقوم بتصويرهن في أوضاع جنسية مختلفة، قد خلفت ردود فعل وصل صداها إلى قبة البرلمان، بسبب طبيعة تلك الجرائم من جهة، واتساع دائرة ضحايا الجاني وتعددهن والطريقة التي تعاملت بها الحكومة المغربية. وكان السرفاتي قد نشر أزيد من 192 صورة لحوالي 78 فتاة في أوضاع جنسية مختلفة على موقع للأنترنيت أنشأه لذلك الغرض، حيث وقع في أيدي القراصنة الذين حملوه ونسخوه في قرص مدمج«CD» ليتم بيعه ونشره في منطقة أكادير، وتم على إثر ذلك اعتقال 13 متورطة، وأصدرت المحكمة في حقهن أحكاما بلغت سنة حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 3000 درهم. فيما كان قد فتح التحقيق مع الجاني من قبل الشرطة، واتخذ قرار، على إثر ذلك، قضى فقط ب«طرده» من المغرب، أو بالأحرى السماح له بمغادرة المغرب دون أية متابعة لا في المغرب ولا في بلجيكا، في الوقت الذي تمت فيه متابعة ضحاياه من الفتيات والنساء المتورطات اللواتي غرر بهن وتمت محاكمتهن. وكانت هذه القضية قد تفجرت خلال شهر يونيو من سنة 2005، على إثر ترويج قرص مدمج بالأسواق داخل أكادير وخارجه، يتضمن مشاهد ولقطات وصوراً جنسية لمغربيات، سرعان ما تأكد أن الأمر يتعلق بفتيات يقطن بأكادير، وأن بطلها هو فيليب سرفاتي الذي يعمل صحافيا بقسم الشؤون الاقتصادية في جريدة «لوسوار» البلجيكية والذي دأب منذ سنة 1998على زيارة المغرب بمعدل ثلاث مرات في السنة، ويبقى به كل مرة، حسب مذكراته، بمعدل عشرة أيام، حيث «أقوم بممارسة الجنس في كل مرة مع ما يتراوح بين 20 و40 مغربية»(كلام السرفاتي)، إذ كان خلال كل زيارة يستدرج أو يصطاد عددا من الفتيات بعد إغرائهن بالمال أو السفر نحو الخارج ليمارس معهن الجنس، ويقوم بتصوير ممارساتهن عبر كاميرا رقمية، ليتوج جرائمه بإنشاء موقع إلكتروني خاص به ويبوح من خلاله، في ما سمي بمذكراته، بمغامراته مع النساء والفتيات المغربيات. وإذا كانت ابتدائية أكادير قد قضت في حق الإيراندي كروفست كريستوف جون خلال شهر غشت، بعد أن ثبت للهيئة القضائية تورطه في جرائم هتك عرض قاصر بدون عنف واستدراجه لممارسة البغاء وتحريضه وتشجيعه على ذلك، بسنة حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 10.000 درهم، فإن قرار المحكمة الاستئنافية ألغى الحكم الابتدائي، مما خلف استياء عميقا وسط الجمعيات الحقوقية، خاصة وأن المحكمة تركت للمعني بالأمر حرية البقاء بتغازوت في ضواحي أكادير. هذا، وقد تابع وكيل الملك مينيك رولف المولود سنة 1958 بألمانيا بالشذوذ الجنسي طبقا للفصل 489 من القانون الجنائي، بعد أن تابعته الشرطة القضائية التابعة لقسم الأحداث بولاية أمن أكادير بهتك عرض قاصر والتغرير به مع الشذوذ الجنسي. وتم اعتقاله داخل فندق «تفوكت»، حيث اعترف بأنه مارس الجنس ليلا على قاصر بغرفته بنفس الفندق مقابل 100 درهم، وأن القاصر ولج الفندق من السياج بعد أن استدرجه إلى الغرفة في وقت متأخر من الليل، وأنه لم يشعر إدارة الفندق بذلك، وأن القاصر قضى معه الليلة داخل الغرفة. وفي نفس السياق، قضت المحكمة في حق الألماني هانس بتير نييس ضمن الملف عدد 2006/163 بستة أشهر حبساً نافذاً وغرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم، من أجل محاولة هتك عرض قاصر ذي جنسية ألمانية والتغرير به، بعد أن واجهته المحكمة بالضحية وإحدى الشهود من ألمانيا». وجاء ذلك على إثر الشكاية التي تقدم بها والد الضحية السائح ألماني الجنسية المقيم رفقة زوجته وابنيه بالفندق نفسه ضد السائح الألماني، يتهمه فيها بالتحرش الجنسي بابنه القاصر ومحاولة هتك عرضه والتغرير به أثناء مداعبته في الشاطئ وداخل فندق. على صعيد آخر، قضت الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية على هينين فريدهيلم من ألمانيا بثلاث سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 5 آلاف درهم، وذلك من أجل الشذوذ الجنسي وتحريض قاصرين على البغاء وتشجيع السياحة الجنسية وحيازة مواد إباحية وإعداد منزل للدعارة وحيازة صور خليعة والوساطة في البغاء، طبقا للفصول 487 و498 و489 و501 و503 من القانون الجنائي والفصل 59 من قانون الصحافة والنشر. وفي الوقت الذي أكد فيه بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أن الشرطة حجزت 250 صورة مخلة بالحياء داخل سيارة السائح الألماني، الشاذ جنسيا، أورد محضر الاستماع إلى المتهمين، الذي أعدته الفرقة الولائية للأبحاث العلمية بالمصلحة الولائية للاستعلامات العامة بأكادير أن الصور التي وجدت بالقرصين المدمجين يبلغ عددها 190 صورة إباحية لمجموعة من الشباب. سواء منهم المغاربة أو الأجانب، في وضعيات شاذة ومخلة بالحياء داخل سيارة السائح الألماني، الشاذ جنسيا. وقد حجزت بحوزته 32 قرصا مدمجا، من بينها قرصان يتضمنان 190 صورة مخلة بالحياء لشباب وهم عراة، تتراوح أعمارهم بين 15 و21 سنة، من بينهم 15 مغربيا من أكادير والجديدة ومراكش. وكانت عناصر الاستعلامات العامة أوقفت الألماني والمتهم داخل السيارة السياحية التي يملكها بزنقة مراكش على مقربة من كنيسة سانت آن. وفي نفس السياق، قضت ابتدائية تارودانت في حق شيخ بريطاني (66 سنة) بسنتين حبسا نافذا، بتهمة «الشذوذ الجنسي واستدراج قاصر»، وكانت الشرطة أوقفت الشيخ بريطاني الجنسية رفقة قاصر في منتصف الليل في حالة تلبس بالشارع العام جوار مقر إقامة عامل تارودانت، حيث حجزت خمسة عوازل طبية صالحة للاستعمال وقنينة دهان من نوع كي ياجيلي كما عثرت الشرطة على مناديل ورقية(كلينكس)، كما حجزت أيضاً مصباحا كهربائيا قال إنه يستعمله ليلا لإضاءة الشارع أثناء عملية البحث عن أحد الشركاء الشاذين، وفوطة وسروالا قصيرا داخليا. وكانت الشرطة القضائية قد اعتقلت سائحا ألمانيا (50 سنة) وشابا مغربيا (21 سنة) بسبب الشذوذ الجنسي إثر ضبطهما داخل إقامة سياحية «البحر والشمس» بأكادير، كما اعتقلت صاحب الإقامة والمسؤول عن الاستقبالات لأنه لم يدرج اسم الشاب المغربي في سجل الزبناء، موجهة إليه تهمة التستر على الشذوذ الجنسي وحمايته داخل المؤسسة السياحية. وفي نفس الإطار، أحالت فرقة الأحداث التابعة للشرطة القضائية لولاية أمن أكادير، بداية سنة 2006، سائحا بلجيكيا (51 سنة) على أنظار ابتدائية أكادير من أجل الشذوذ الجنسي والوساطة في البغاء، إثر ضبط عنصر من الفرقة السياحية لشخص عند نزوله من عمارة بشارع الجيش الملكي، اعترف أثناء استفساره والتحقيق معه بممارسة الشذوذ الجنسي مع سائح بلجيكي مقابل مبلغ 150 درهما، وحجزت فرقة الأحداث داخل الشقة عوازل طبية ومراهم ومبلغ 150 درهما.