تعرض جمعية العرض الحر بمكناس في الرابع من شهر مارس ابتداء من الساعة الثامنة ليلا مسرحية « المزروب » المقتبسة عن مسرحية «un jeune home pressé» ليوجين لابيش، التي تعد من المسرحيات الناجحة وذائعة الصيت، بفعل خفتها وحسها الكوميدي المبني على حبكة محكمة الصنع، راعى فيها الكاتب- حسب ما جاء في ورقة صادرة عن الجمعية - بناء دراميا يتماشى وقواعد «فن الفودفيل»، فقد كتب «لابيش» هذه المسرحية بشكل يجعل المواقف تتناسل من رحم بعضها البعض، ويدفع الشخصيات التي تقع في المآزق والورطات لأن تتصرف في بنية كوميدية ذات إيقاع سريع وخفيف، حيث إن كل شخصية تجد نفسها في موقف حرج أمام الشخصية الأخرى. فالمزروب «الصبار» يجد نفسه قد تورط في زواج من فتاة ليس هي من كان يريد، وذلك من تسرعه الزائد. أما بوشعيب الأب فيجد نفسه قد تورط من البداية عندما يفتح الباب لغريب في منتصف الليل، ويفاجئه بطلبه يد ابنته حلوم. حلوم بدورها مخطوبة ل«الكبير» الذي لا يريد التنازل عن خطيبته، لكنه يصطدم بتنكر الأب «بوشعيب» له وتغييره رأيه. ويقول المخرج محمود بلحسن: «حاولنا الاحتفاظ ببنية الحبكة الأصلية للمسرحية مع تقريبها من الخصوصية المغربية، مجالها الأساسي خشبة المسرح، واللعب الدرامي الجيد. ورغم إيماننا بأن منظورنا الثقافي للكوميديا لم يبلغ أبدا الجرأة على تناول هذه المواضيع الخفيفة ذات المغزى العميق، فإننا مع ذلك احترسنا على أن يكون ذلك في قالب فني وبحس كيس يراعي خصوصية الذوق العام ». وعن التصور الإخراجي للمسرحية، يقول محمود بلحسن: «يرتكز العمل في هذه المسرحية بالأساس على الإيقاع السريع والحبكة المحكمة وهذا يتطلب منا مجهودا أكبر في إدارة الممثل. فتصورنا لإخراج هذه المسرحية يرتكز على قواعد مسرح الفودفيل أو ما يسمى مسرح الصالون؛ أي التباعدية وسرعة النكتة وكذلك اللعب الجماعي الذي يخلق فرجة جادة وهادفة». ويردف قائلا: «كما أننا اعتمدنا في تأثيث فضاء اللعب على سينوغرافيا تتماشى مع مبادئ مسرح الفودفيل، أي الصالون بكل مكوناته، فضلا عن أن هذا الفضاء سيكون منفتحا على فضاءات أخرى درامية – كغرفة النوم، غرفة حلوم، شقة المزروب، غرفة الأم ...إلخ. هناك أيضا اللباس الذي سيعتمد الألوان والتصاميم العصرية مع التركيز على «الكروطيسك»، أي الخروج عن المعتاد مع الحفاظ على النسق العام للعرض المسرحي الكوميدي. كما لا ننسى الأغاني التي ستتخلل مشاهد المسرحية، والتي سيقوم بكتابة كلماتها الفنان عبد الكبير الشداتي، وقد ركزنا على هذه النقطة بالذات لأنها تعتبر من مقومات مسرح «لابيش» بصفة خاصة ومسرح الفودفيل بصفة عامة. فضلا عن أنها تخلق جوا من الحميمية بين الجمهور والخشبة» . وخلص بلحسن إلى القول: «في الأخير، إن اختيارنا هذه المسرحية لتعزيز رصيدنا المسرحي الوطني بهذا النوع من المسرح الذي يتوفر على جمهور واسع ببلادنا، وكذا لتعميق تجربتنا في مجال مسرح الفودفيل».