تستعد فرقة "العرض الحر" من مكناس للقيام بجولة فنية ما بين 20 و29 أبريل الجاري خارج أرض الوطن لعرض مسرحيتها "المزروب" وذلك في كل من هولندا وبلجيكا. وقال محمود بلحسن مخرج مسرحية "المزروب"، التي اقتبسها عن مسرحية "رجل شاب مستعجل" ليوجين لابيش ، إن برنامج الجولة الذي جاء بدعم من الوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج، يتضمن خمسة عروض بهولندا وعرضا واحدا ببلجيكا بتنسيق مع جمعية "دار الورد" ببروكسيل ويعود ريعه لفائدة الأطفال المصابين بداء السرطان بالمغرب. وأضاف بلحسن، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الجولة تندرج أيضا في إطار العناية الموصولة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس للمواطنين المغاربة بالخارج، وحرص جلالته الشديد على ترسيخ الروابط الثقافية والروحية للأجيال الناشئة ببلدان المهجر وتواصلهم مع الوطن الأم. وبخصوص المسرحية، أوضح أنها مقتبسة من عمل يعد من الأعمال الناجحة وذائعة الصيت بفعل خفته وحسه الكوميدي المبني على حبكة محكمة الصنع مشيرا إلى أن العمل المقتبس تم فيه الاحتفاظ قدر الإمكان ببنية الحبكة الأصلية مع تقريبها من الخصوصية المغربية. واعتبر أنه بالرغم من الإيمان بأن المنظور الثقافي للكوميديا بالمغرب لم يبلغ بعد الجرأة على تناول المواضيع الخفيفة ذات المغزى العميق، فإن المجموعة مع ذلك حرصت على أن يكون العمل في قالب فني يتميز بحس فني يراعي خصوصية الذوق العام. وأشار مخرج مسرحية "المزروب" إلى أن اختيار الفرقة لهذا النص جاء رغبة منها في إحياء مسرح الصالون وتأكيدا منها على نجاعة هذا اللون الذي يستهوي جمهورا واسعا وكذا لتعميق التجربة في هذا المجال. ويرتكز العمل في هذه المسرحية بالأساس ، يضيف مخرج العرض ، على الإيقاع السريع والحبكة المحكمة مما يتطلب مجهودا أكبر في إدارة الممثل فيما يرتكز الإخراج على قواعد مسرح "الفودفيل" أو "مسرح الصالون"، وهو ما يتطلب سرعة النكتة واللعب الجماعي الذي يخلق فرجة جادة وهادفة. وقد كتب لابيش هذه المسرحية بشكل يجعل المواقف تتناسل من رحم بعضها البعض ، ويدفع الشخصيات التي تقع في المآزق والورطات لأن تتصرف ضمن بنية كوميدية ذات إيقاع سريع وخفيف إذ تجد كل شخصية نفسها في موقف حرج أمام الشخصية الأخرى. ف"المزروب" يتورط في الزواج من فتاة ليس هي من كان يريد وذلك بسبب تسرعه الزائد، أما الأب (بوشعيب) فيتورط من البداية عندما يفتح الباب لغريب في منتصف الليل، ويفاجئه بطلب يد ابنته حلوم المخطوبة بدورها "للكبير" الذي لا يريد التنازل عنها، لكنه يصطدم بتنكر الأب له وتغيير رأيه. ويأتي عرض "المزروب" برسم الموسم المسرحي الحالي للمجموعة والذي أنتج بدعم من وزارة الثقافة، بعد العرض المسرحي "ماشاف مارا" الذي حقق نجاحا متميزا داخل المغرب وخارجه. وقد راجع النص المسرحي، الذي يستغرق 75 دقيقة والناطق باللغة الدارجة، عبد الكبير الشداتي، فيما وضع له السينوغرافيا عبد الحي السغروشني، وأنجز الديكور عبد الحكيم بلحسن ، ووضع الموسيقى يحيى الوزاني، وأنجز الملابس عبد الحق البوخاري، أما التشخيص فهو لعبد الكبير الشداتي وعزيز العلوي ومحمود بلحسن وصفاء الزكاني.