دق عبد اللطيف عباد، مدير المركب الرياضي لمدينة فاس، ناقوس الخطر حول مستقبل الملعب، خاصة أمام إشكالية سقي العشب بالماء الصالح للشرب مما يشكل خطرا على العشب من جهة وإهدارا للموارد المائية وإنهاكا لميزانية المركب. وقال عباد في حواره مع «المساء» إن المركب مهدد بالإغلاق وإن اللجوء إلى القضاء وارد بعد أن تسببت إحدى المقاولات في تدمير قناة صرف مياه السقي. - ما هي المشاكل والإكراهات التي يعيشها حاليا مركب فاس؟ < أخطر مشكل يعيشه المركب حاليا هو مشكل سقي العشب الطبيعي الذي يكسو أرضية الملعب، التي تعتبر أحسن أرضية على المستوى الوطني، فقد تعرضت قبل حوالي شهرين القناة التي تجلب المياه لسقي العشب من إحدى الجماعات القروية المجاورة لأضرار فادحة، تسببت فيها إحدى الشركات المكلفة بأشغال توسعة وتثنية الطريق الوطنية الرابطة بين فاس وصفرو، وهو ما نتج عنه توقف تزويد المركب بمياه البئر التي كانت تصل عن طريق هذه القناة، وبالتالي أصبحنا نعتمد على الماء الصالح للشرب لسقي هذا العشب مع ما ينطوي عليه الاعتماد على هذا المصدر من الماء من خطورة ومشاكل. - أين تكمن هذه الخطورة وما هي نوعية المشاكل التي يطرحها ؟ < تكمن الخطورة في ما يشكله الماء المزود بالكلور وبمواد كيماوية أخرى على العشب الطبيعي للملعب من أضرار، على المدي المتوسط والبعيد، وفي إهدار الثروة المائية بشكل لا يرضاه لا الله، في عملية يمكن أن نستعمل فيها مياه الآبار. وتكمن كذلك في تحميل ميزانية تسيير المركب أعباء مالية كبيرة، تصوروا أن فاتورة آخر ثلاثة أشهر مقابل المياه الصالحة للشرب التي سقينا بها عشب الملعب بلغت 175 ألف درهم، وهي فاتورة ثقيلة جدا كما ترون ولا يمكن لنا بأي حال من الأحوال أن نستمر في دفع فواتير من هذا الحجم. خاصة وأننا مقبلون على فصل ترتفع فيه درجة الحرارة، مما يعني أن كميات المياه المستعملة للسقي ستتضاعف وستتضاعف معها بالتأكيد التكلفة المالية . - هل قمت بما يلزم لجبر الضرر ووقف هذا النزيف الخطير للموارد المائية والمالية للمركب ؟ < طبعا فقد حملنا الجهات التي تسببت في هذه الأضرار والمشاكل التي ترتبت عنها كامل المسؤولية، ونحن بصدد دراسة إمكانية متابعة الشركة المسؤولة المباشرة عن هذه الأضرار أمام القضاء لتعويضنا عن كل الخسائر، ومن ضمنها التعويض عن تخريب القناة المائية التي تربط بين جماعة عين بيضا والمركب الممتدة على مسافة 7 كلمترات والتي كلفت عملية تتبيثها أزيد من مليون درهم. - وما هي الإجراءات العملية لتنفيذ هذا القرار؟ < راسلنا جميع الجهات المعنية والمتدخلة في هذا الموضوع بما في ذلك مجلس الجهة وهو المسؤول عن هذه الأشغال التي تعرفها الطريق الرابطة بين فاس وصفرو، لكننا لحد الآن لم نتلق أي جواب رسمي وعملي، تلقينا وعودا فقط وخاصة من طرف السيد عمدة مدينة فاس الذي وعدني شخصيا بحل هذا المشكل في القريب العاجل. وهذا ما نتمناه طبعا لأنه لا يعقل أن لا يثير هذا المشكل العويص والخطير في نفس الوقت حفيظة المسؤولين وكل من له غيرة على مستقبل هذا المركب الرياضي، الذي يعد معلمة كبرى بلا مبالغة ومفخرة لمدينة فاس ولأهلها وساكنتها عموما . - ماهو موقف وزارة الشباب والرياضة القطاع الوصي من هذا المشكل؟ < المشكل مطروح على مكتب الوزيرة بكل تفاصيله وحيثياته، وهي واعية بخطورة هذا الأمر ومن دون شك فهي تتابع هذا الملف عن كتب، وتوليه كل الاهتمام لأنها تتطلع لتأهيل مركب فاس وجعله إلى جانب المنشآت الرياضية الكبرى ببلادنا قطبا للجودة حتى يستجيب للمعايير ولدفتر التحملات الذي تطرحه الهيئات الدولية. - يعاني مركب فاس كذلك من ضعف شبكة الإنارة أين وصلت جهود حل هذا المشكل؟ < مشكل الإنارة في نظري تم تضخيمه كثيرا ولا يحتاج كل هذا الاهتمام، فآخر القياسات التي أجريت لقوة الإضاءة بالمركب وجدت أنها بين 380 و400 لوكس، وهو مستوى طبعا أقل بكثير مما تطرحه «الفيفا» في دفتر التحملات الذي تقترحه لأي ملعب رياضي مرشح لاحتضان مباريات دولية وهو 1000 لوكس كحد أدنى، لكن ذلك لا يطرح بالنسبة لنا أي مشكل. - كيف؟ < أعتقد أنه في بلد كالمغرب لا يعرف تطورا كبيرا وازدهارا في مجال صناعة الصورة، فإن قوة 400 لوكس تبقى كافية لإجراء مباريات وطنية ودولية، لأنها لا تطرح أي مشكل بالنسبة لرؤية اللاعبين. لكن مقياس 1000 لوكس وأكثر الذي تشترطه «الفيفا» هو بالأساس من أجل ضمان جودة عالية للصورة سواء بالنسبة للنقل التلفزي أو بالنسبة للمصورين الصحفيين، وخاصة أولئك الذين يشتغلون لحساب كبريات الجرائد والمجلات العالمية المتخصصة التي تطلب أعلى درجات الدقة والوضوح. - هناك أيضا مشكل غياب اللوحة الالكترونية؟ < بالفعل هذا مشكل مطروح ويشكل نقطة ضعف كبرى في تجهيزات المركب، لكنه في طريقه إلى الحل في القريب العاجل، وقد تم مؤخرا على مستوى وزارة الشباب والرياضة استقبال طلبات العروض الخاصة بهذا الموضوع وفتح الأظرفة لتسوية هذا المشكل بالنسبة لمركب فاس والمجمع الرياضي مولاي عبد الله بالرباط في نفس الوقت. ومن المنتظر أن تنطلق الأشغال في غضون الأسابيع القادمة على أن تكون السبورة الإلكترونية جاهزة خلال شهر سبتمبر المقبل بحول الله . - كم ستكلفك هذه الصفقة؟ < طبعا تكلفة تزويد المركب بهذه الخدمة الإلكترونية ستكون باهظة الثمن، وهي في حدود 10 ملايين من الدراهم إلى 12 مليون درهم، وستتكلف بإنجاز هذا المشروع إحدى الشركات الأجنبية مختصة في هذا المجال لأن الشركات المغربية مع الأسف لم تقتحم بعد هذه الصناعة المتطورة جدا. - وما هي مصادر تمويل مشروع تزويد المركب بهذه السبورة الإلكترونية؟ < الجهة التي تكلفت بهذا الأمر هي وزارة الشباب والرياضة بطبيعة الحال، على اعتبار أنها الجهاز الوصي المكلف بتسيير المنشآت الرياضية التي تدخل في إطار ما يعرف بالمصالح التي تدبر بطريقة مستقلة (SEGMA) . أما إدارة المركب فتبقى لها صلاحية الإشراف على السير العام وتدبير الشؤون اليومية لهذا المرفق الرياضي من حراسة وبستنة وعناية بأرضية الملعب وعشبه وتغطية فواتير الهاتف والأنترنيت والماء والكهرباء وما إلى ذلك من المصاريف .