اختتم حزب الأصالة والمعاصرة أمس الأحد أشغال مؤتمره الأول بمدينة بوزنيقة، قرب الرباط، بانتخاب وزير الصحة السابق، الشيخ بيد الله، أمينا عاما جديدا، خلفا لحسن بنعدي، الذي قاد الحزب في المرحلة الانتقالية، فيما انتخب كل من حكيم بنشماس وعلي بلجاح نائبين له. كما تم انتخاب بنعدي رئيسا للمجلس الوطني، وأحمد اخشيشن وحميد نجرس نائبين له. وكان اختيار بيد الله أمينا عاما في إطار المستجدات. وقد صادق المؤتمر أمس على جميع الوثائق التي كانت معروضة على اللجان، وهي لجنة المبادئ والتوجهات ولجنة الأهداف والأولويات ولجنة القانون الأساسي ولجنة البيان الختامي. وانتخب المؤتمرون المجلس الوطني الذي يتشكل من 300 عضو، صيغ وفق تركيبة محددة، حيث تكون من أعضاء المجلس الوطني السابقين، والبرلمانيين والمستشارين المنتمين إلى الحزب، ورؤساء الجماعات المحلية للحزب، و10 أعضاء عن كل جهة من جهات المغرب، وممثل واحد عن كل من المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، و4 ممثلين عن الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والمقاعد الباقية عادت إلى اليهود المغاربة. وانتخب أعضاء المجلس الوطني المكتب السياسي للحزب، الذي يتشكل من حوالي 30 عضوا، 16 منهم من أصل 18، أعضاء المكتب السابق، والآخرون تم انتخابهم وفق تقسيم جهوي متفق عليه. وقال الحبيب بلكوش، الناطق باسم المؤتمر في تصريحات ل«المساء» أمس إنه من المقرر أن يعقد المجلس الوطني اجتماعه المقبل في أقرب فرصة ممكنة، للبت في جميع الترتيبات الأخرى. وقد شارك في المؤتمر حوالي 5000 مؤتمر، ممثلين لجهات المملكة الست عشرة، وسط اهتمام إعلامي واسع من الداخل والخارج. ولوحظ أن هاجس الانتخابات الجماعية المقررة في يونيو المقبل كانت حاضرة بقوة، إذ قال حسن بنعدي، الأمين العام للمرحلة الانتقالية، إن الحزب يريد الانطلاق بقوة نحو الانتخابات القادمة «متحدين أقوياء لتحصين المكتسبات وتحصيل المزيد»، لكنه حاول تخفيف القلق الذي يراود بعض الأطراف السياسية الأخرى، مشيرا في هذا الصدد إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة لا يطمح إلى أن يكون حزبا أغلبيا، أو حزبا مهيمنا، بل يهدف إلى عقلنة المجال السياسي بهدوء. ويبدو أن الحزب يسعى، بحسب المراقبين، إلى النزول بكل ثقله في الانتخابات الجماعية، بعدما نجح في استقطاب الأعيان في مختلف المناطق والأقاليم، فهو يرى أن ربح رهان هذه الانتخابات مقدمة للفوز في الانتخابات التشريعية لعام 2012، مستفيدا من تجربة حزب الاستقلال الذي أهله فوزه في الانتخابات الجماعية لعام 2002 للفوز بالصف الأول في انتخابات 7 شتنبر 2007.