- ماذا ينتظر أن تسفر عنه أشغال المؤتمر التأسيسي لحزب الأصالة والمعاصرة، التي انطلقت مساء أمس الجمعة ببوزنيقة؟ < طبعا نحن أمام مؤتمر تأسيسي وينتظر منه أن يجسد البداية الفعلية لحزب الأصالة والمعاصرة، باعتبار أن المؤتمر سيصادق على مجموعة من الأوراق التي ستحدد توجهات الحزب إيديولوجيا وسياسيا. كما سيصادق المؤتمر أيضا على القوانين التنظيمية، وبالتالي سيكون مدخلا لاختيار الأشخاص والهيئات التي ستناط بها مهمة إدارة الحزب، وفي مقدمة ذلك اختيار أمين عام للحزب. بمعنى آخر، فالمؤتمر سيخرج الحزب من المرحلة الانتقالية التي عاشها منذ تأسيسه في صيف السنة الماضية. كما أن المؤتمر سيساعد من خلال نتائج أشغاله على التعريف بطبيعة المكونات التي سيكون لها تأثير في رسم سياسات الحزب، خاصة أنه قيل الكثير عن عدم انسجام مكوناته والمشاكل التي عاناها مؤخرا عقب انسحاب أغلب قيادات الأحزاب المندمجة. - بماذا تفسر أن الاسم المرشح لشغل منصب الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة لازال غير معروف رغم انطلاق اشغال مؤتمر الحزب؟ < إلى حد الآن فإن المعطيات المتداولة هي أن فؤاد عالي الهمة لن يترشح لقيادة الحزب، وبالتالي سيظل الباب مفتوحا أمام بعض الأسماء التي رافقت الهمة منذ البداية. وهنا يمكن أن نتحدث عن الشيخ بيد الله، كما يمكن أيضا أن نتحدث عن صلاح الوديع وحسن بنعدي، ولو أن الباب سيظل مفتوحا أمام أسماء أخرى، خاصة أن حزب الأصالة والمعاصرة يريد أن يقدم نموذجا مغايرا على مستوى اعتماد الآليات الديمقراطية فيما يتعلق بانتخاب الأجهزة القيادية للحزب. وأكيد أن الأصالة والمعاصرة يستحضر ما جرى مؤخرا في المؤتمر الأخير للعدالة والتنمية، حيث اعتمد آليات الديمقراطية وانتخب أمينا عاما جديدا بعدما كانت وسائل الإعلام تتداول اسما آخر. فحزب الأصالة والمعاصرة سيتجنب انتهاج مسطرة المرشح الوحيد، لكن بكل تأكيد فإن العقل المدبر داخل الحزب يتحكم في خيوط اللعبة، وبالتالي سيمارس نوعا من الديمقراطية في اختيار المسؤول الجديد للحزب، لكنها ديمقراطية مراقبة ومتحكم فيها. وما هو تعلقيك على مؤتمر تأسيسي بقرابة 5 آلاف مؤتمر؟ < أول ملاحظة تطرح، ونحن نتحدث عن هذا العدد الكبير من المؤتمرين، هي تلك المرتبطة بمفهوم «الشخص المؤتمر» نفسه. فكما هو معلوم، هناك معايير للتمثيلية في المؤتمرات الحزبية باعتبار أن كل عضو مؤتمر يمثل عددا من الأعضاء داخل الدائرة أو المنطقة التي يمثلها في المؤتمر، في حين أن أغلب الأحزاب السياسية المغربية، ولا نستثني من ذلك الأصالة والمعاصرة، تعين مجموعة من الأشخاص لحضور المؤتمرات بوصفهم مؤتمرين. وأكيد أن الحزب قد قرأ جيدا خلاصات ونتائج الانتخابات الجزئية الأخيرة. وهذه الخلاصات بكل تأكيد ستدفعه إلى البحث عن الأوراق الرابحة التي يمثلها الآن الأعيان بالدرجة الأولى.