قال تيري لولوتيي نائب رئيس جامعة رانس شامباني أردين بفرنسا، إن معهد مولاي رشيد بالمعمورة بإمكانه أن يطور الرياضة المغربية ويجعلها تتبوأ المكانة التي تستحقها، شريطة تبني تصور شامل على غرار ما أنجز في فرنسا، لكن بمواصفات تنطبق أكثر على ما هو مغربي، وشدد لولوتيي في حوار خص به «المساء»، على هامش توقيع اتفاقية للتعاون بين الجامعة والمعهد - سبق لك أن أشرفت على اتفاقية تعاون سابقة مع المعهد كيف تقيم هذه التجربة ؟ < بدأ التعاون الثنائي وتبادل الخبرات، وأنا أفضل كلمة تبادل على قول دعم، عام 2002 وكنت ساعتها مديرا لوحدة البحث العلمي بالجامعة، حيث كانت الخطوات الأولى التي آن الأوان لتطويرها في أفق أفضل، وأنا أعتقد أنه بإمكان معهد مولاي رشيد أن يضطلع بمهام كبرى في مجال التكوين العالي ولا أخفيكم سرا بأن عملي في مجال التكوين العلمي في الرياضة قد قادني لأن أصبح نائبا لرئيس الجامعة. الاتفاق الجديد من شأنه أن يعطي دفعة جديدة للتعاون الموجود أصلا قبل خمس سنوات، من خلال التعاطي مع تخصصات عملية بآفاق رحبة لا تقتصر على التوظيف المباشر بقدر ما تفتح آفاقا أرحب في مجالات عديدة لها ارتباط ما بالرياضة، وفق دراسات علمية قمنا بها و نحن نرى إمكانية نجاح ذلك وتطبيقه في المغرب وفق مواصفات خاصة. كيف يمكن لمعهد مولاي رشيد أن يكون أداة لتطوير الرياضة المغربية؟ < المعهد الملكي لتكوين الأطر مولاي رشيد ينبغي أن يكون محركا للسياسة الرياضية بالبلاد، حيث إن وزارة الشباب والرياضة مطالبة بتحديد و تقرير استراتيجية واضحة المعالم من أجل تطوير الرياضة، بعد ذلك يجب تطبيق هذه الاستراتيجية وإخراجها إلى حيز الوجود. وأعتقد أن تطوير وتفعيل معهد مولاي رشيد في مرحلة أولى يشكل أرضية جيدة للانطلاق، في تحقيق مشاريع خصبة لأنه سيكون فضاء للإبداع والتجديد وإنشاء شعب تكوينية والتفكير بإيجابية، ووضع سكة البحث العلمي في الطريق الصحيح في عين المكان و من ثم نشر تلك الاسترتيجية في باقي نقاط البلاد. إلى أي حد يمكن اعتبار التجربة الفرنسية مفيدة في هذا الباب؟ < فيما يخص التجربة الفرنسية فقد كان المعهد الوطني للرياضات والتربية البدنية يشكل القلب النابض للرياضة بفرنسا، حيث كون رياضيين من مستوى عال INSEPصحيح أن المعهد الوطني بفرنسا، لم يعد يقم بنفس الدور حيث تم تسجيل نوع من التراجع في الآونة الأخيرة، لكن يتم حاليا بذل مجهودات كبيرة من أجل إعادة الاعتبار لهذه المؤسسة النموذجية، وإعادة تطويره لكي يرسخ بعد تكوين أبطال النخبة كل ذلك مقرون بالبحث العلمي، أنا هنا لا أقول إن النموذج الفرنسي هو الأمثل و الأكمل وأعتقد بأن تفكيرا رفيع المستوى حول تأهيل معهد مولاي رشيد يبدو لي أمرا غاية في الأهمية بمواصفات تناسب خصوصية المغرب. - ماهي أهم الإضافات التي سيمنحها اتفاق الشراكة لفائدة خريجي معهد مولاي رشيد؟ < في هذا الإطار أفضل أن أنطلق من مبدأ أنه من الأهمية بمكان بالنسبة للطالب أن يتلقى تكوينا أساسيا ببلده بالمقابل لا يعني التكوين كل ما هو تطبيقي فقط بل هناك أيضا شق عملي مرتبط بتجارب، ونماذج مختلفة و متنوعة مع قدرة الانخراط في دينامية أخرى وفق منطق متحرك، ومن ثم الانتقال لمتابعة جانب من التكوين بالخارج فهو إضافة بالنسبة للطالب وعودة في الاستثمار بالنسبة للبلد الأصلي وجامعة رانس، تدخل في هذا الإطار العام وهو فضاء تكميلي للتكوين بالنسبة لطلاب وخريجي معهد مولاي رشيد. - ماهي التخصصات التي تميز جامعتكم ويمكن الاستفادة منها محليا؟ < يرتكز عمل وحدة التكوين والبحث العلمي والتقني للأنشطة الرياضية والبدنية التابعة لجامعة رانس على معطى مهم هو التنويع، وفق أوتوماتيزمات خاصة جدا تتأسس على عدة مختبرات للبحث العلمي بالإضافة لتخصصات واقعية مثل الإدماج عن طريق الرياضة و التدبير الرياضي وهي تخصصات تبدو متكاملة مع ما يقوم به معهد مولاي رشيد في مرحلة أولى، فجامعة رانس ستقوم بتقوية التكوين الذي يتم في المعهد لكن في ميادين محددة لأنه لا يمكننا أن نقوم بكل شيء.