أظهر التقرير الشهري لقياس نسبة المشاهدة في المغرب أن القناتين الأولى و«دوزيم» متقاربتان جداً من حيث المشاهدة في البوادي المغربية، وذلك بنسبة 24 % للأولى و25 % للثانية، فيما يختار أكثر من نصف المشاهدين وجهة قنوات أخرى، وهي نتيجة مختلفة عن الوسط الحضري، إذ بلغت نسبة المشاهدة طيلة الشهر الماضي 10,7 % للقناة الأولى و18 % للثانية. ومن المفارقات التي جاء بها تقرير شركة «ماروكميتري» المكلفة بتسيير نظام قياس المشاهدة أن سكان جنوب وشمال المغرب متقابلين تماماً في مشاهدة القناتين الوطنيتين، فمنطقة الشمال تشاهد أكثر القناة الأولى بنسبة 15,1 % مقابل 8,8 % فقط للثانية، والعكس يسجل في منطقة الجنوب، إذ تشاهد هذه الأخيرة بنسبة 30 % فيما تشاهد الأولى بنسبة 7,2 %. واحتلت البرامج والإنتاجات الوطنية المراتب الأولى في ترتيب أكثر البرامج التلفزية مشاهدة في القناتين على حد سواء، فبالنسبة إلى «الأولى» احتلت نشرة الأخبار باللغة العربية ليوم 19 يناير صدارة الترتيب، فقد شاهدها 3 ملايين و406 آلاف مغربي (13,9 % كمتوسط لنسبة المشاهدة)، تلتها السلسلة المغربية «ماريا نصار» (13,6 %)، ثم الفيلم التلفزيوني «ولاد حمرية» (12,8)، وفي المرتبة الرابعة ستيكوم «خاطر من ندير» (11,2)، والخامسة المجلة القضائية «مداولة» (11,2). أما القناة الثانية فتصدر المسلسل المغربي «رمانة وبرطال» الذي بث يوم الأربعاء 21 يناير بثلاثة ملايين و397 ألف مشاهد، تلاه استثناء منتوج أجنبي هو المسلسل التركي سنوات الضياع (13,4 %)، ثم سيتكوم لالة فاطمة (12,4 %)، ثم السهرة الفنية الخاصة برأس السنة (11,1 %)، فمجلة «مختفون» (10,7 %). من جانب آخر، علمت «المساء» بأن المجلس الإداري لشركة «ماروك متري» سيناقش خلال اجتماعه الأسبوع المقبل، حصيلة سنة من بدء العمل بنظام قياس نسبة المشاهدة للقناتين الأولى والثانية، وكذا تدارس الجوانب التمويلية لإرساء نظام آخر لقياس الاستماع إلى الإذاعات الوطنية، وذلك بعد الاتفاق على الجوانب المنهجية مع ممثلي الإذاعات الوطنية والمعلنين والوكالات المختصة في المساحات الإشهارية، وسيلي الاتفاق على كل الحيثيات إطلاق طلب عروض للتنافس حول الشركة التي ستسند إليها إدارة نظام القياس. ولن يقتصر الأمر في قياس الاستماع على الإذاعات الوطنية، بل سيظل الباب مفتوحاً أمام الإذاعات الدولية التي تبث أمواجها في المغرب لمعرفة حجم جمهور من المستعمين وفق ما أوضحه المدير العام للمركز البيمهني للقياس محمد بلغوات ل «المساء». وبخلاف قياس المشاهدة الذي يعتمد على نظام رقمي مرتبط بجهاز التلفاز، فإن قياس الاستماع يتم تحديده إما بواسطة التصريح الهاتفي أو بجهاز قياس مرتبط بالراديو أو هما معاً. ويتوقع أن تعقد «ماروك متري» ندوة صحافية لعرض الحصيلة السنوية خلال مارس المقبل، للحديث عن التطورات التي شهدها النظام طيلة المدة الماضية، وهو الذي تأسس على رصد سلوك المشاهدة لدى عينة من الأسر يصل تعداد أفرادها 3500 فردا (750 أسرة قروية وحضرية) تم ربط أجهزة تلفازها بجهاز تشفير يسجل كل الحيثيات المتعلقة بتوقيت ومدة مشاهدتها للتلفزيون، وكذا الخصائص الديمغرافية للمشاهدين عن طريق الضغط على جهاز التحكم عن بعد... وتتم معالجة المعطيات الواردة يوميا، مركزيا، لدى شركة «مارومتري» حول خصائص المشاهدة (تحليل عام للمشاهدة، وتحليل توقيت ومدة المشاهدة ونوعية البرامج الأكثر إقبالا، وساعات الذروة...) شهراً بعد آخر. وفضلا عن معرفة سلوك المشاهدة لدى عينة تمثيلية للمجتمع المغربي، فإن القائمين على النظام يرون فيه أفضل وسيلة لضمان مصداقية تسعيرة الوصلات الإشهارية بناء على حجم مشاهدة كل قناة على حدة.