يخشى المحللون أن يؤدي تراجع ثقة المستهلكين، بفعل تزايد البطالة وتراجع الطلب على السلع الصناعية، إلى ركود اقتصادي لفرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو سنة 2009. وينذر التراجع الحاد في النمو بأزمة اقتصادية وشيكة قد تلقي بظلالها على منطقة اليورو التي شهدت هي الأخرى انكماشا اقتصاديا غير مسبوق بفعل أسعار النفط التي ارتفعت بشدة في النصف الأول من العام وبفعل تداعيات الأزمة الاقتصادية على كبار الشركاء التجاريين. انكماش اقتصادي غير مسبوق سجل العجز التجاري الفرنسي ارتفاعا قياسيا تجاوز ال55 مليار يورو سنة 2008، فيما انكمش العجز المعدل وفقا للعوامل الموسمية، على غير المتوقع، إلى 2،45 مليار يورو في شهر دجنبر بدل 6،02 مليار يورو في نونبر، حسب البيانات الاقتصادية الأخيرة التي تتوقع أن تنزلق فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، إلى الركود في 2009 مع تراجع ثقة المستهلكين بفعل تزايد البطالة وتدني القدرة الشرائية ومعها تراجع الطلب على السلع الصناعية. وأظهرت تقديرات رسمية الجمعة الماضي أن منطقة اليورو انزلقت إلى الركود بمعناه المتعارف عليه بعد انكماش اقتصادها للفصل الثاني على التوالي خلال الربع الثالث من العام الجاري. وهبط إجمالي الناتج المحلي لفرنسا بنسبة 1،2 في المائة في الربع الرابع من سنة 2008، مسجلا أكبر هبوط له في 34 عاما، فيما لم يتجاوز هذا الناتج عام 2008 كله، نسبة 0،7 في المائة. وتشير كافة التوقعات إلى أن الاقتصاد الفرنسي انكمش بنسبة 1،1 في المائة في الربع الأخير، بينما انكمش اقتصاد الدول التي تستخدم العملة الأوروبية الموحدة، وعددها 15 دولة، بنسبة 0،2 في المائة في الربع الثالث مقارنة بالربع السابق. والتعريف العام الشائع والمقبول للركود هو انكماش الاقتصاد في ربعين متتاليين. وبالمقارنة بالربع الثالث من العام الماضي، سجل اقتصاد منطقة اليورو نموا بنسبة 0،7 في المائة، أي نصف معدل النمو السنوي المسجل في الربع الثاني من العام. وجاءت البيانات متفقة مع توقعات المحللين في استطلاع لآراء الخبراء الاقتصاديين أجراه مكتب الإحصاء الفرنسي الذي أشار إلى ضعف الأداء الاقتصادي لمنطقة اليورو عنه في الولاياتالمتحدة التي انكمش اقتصادها بنسبة 0،1 في المائة في الربع الثالث وسجل نموا سنويا بلغ 0،8 في المائة. وكانت العوامل الأساسية في انكماش اقتصاد منطقة اليورو هي انزلاق الاقتصاد في كل من ألمانيا أكبر اقتصاد في المنطقة، وإيطاليا ثالث أكبر اقتصاد. أما فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في المنطقة، فقد تحاشت الركود وسجلت نموا بنسبة 0،1 في المائة في الربع الثالث. وسجل الاقتصاد الإسباني، رابع أكبر اقتصاد في المنطقة، انكماشا أيضا في الربع الثالث بنسبة 0،2 في المائة. قروض بشروط وفي ظل هذه الأوضاع الاقتصادية المتأزمة، تعهدت فرنسا الأسبوع الماضي بتقديم قروض بقيمة ستة ملايير يورو لكل من شركتي صناعة السيارات بيجو سيتروين ورونو مقابل تعهد من طرفهما بعدم المساس بالوظائف وإبقاء مصانعهما بفرنسا. وعرض ساركوزي هذه القروض على الشركتين الفرنسيتين على مدى خمس سنوات بفائدة ثلاثة في المائة بعد أن تعهدتا بعدم إغلاق أي مصنع لهما في فرنسا في المدى البعيد، ووافقتا على تجنب إطلاق خطط لخفض الوظائف هذا العام. واحتج بعض شركاء فرنسا في الاتحاد الأوروبي على مساعي الرئيس نيكولا . ساركوزي لحماية المصانع الفرنسية من تأثير الأزمة الاقتصادية. وانتقدت دول أوروبية عدة، من بينها الجمهورية التشيكية، شروط ساركوزي، متهمة باريس بالحمائية. وبعد دقائق من إعلان الخطة الفرنسية، قالت المفوضية الأوروبية في بروكسل إنها ستفحصها بشكل دقيق للتأكد من أنها لا تنتهك قواعد المنافسة، كما أنها ستدرس بعناية شديدة تفاصيل الدعم والظروف المرتبطة به، للتأكد من أنها تنسجم مع قواعد المساعدات الحكومية والسوق الموحدة. وأضر تباطؤ مبيعات السيارات في أنحاء العالم بصناعة السيارات الفرنسية مع تراجع إنفاق المستهلكين بسبب تدهور مناخ الاقتصاد وأزمة الائتمان. وأعلنت الشركة الفرنسية لصناعة السيارات «بيجو سيتروين» أول أمس أنها سجلت في 2008 خسارة صافية بلغت 343 مليون يورو مقابل أرباح بلغت 885 مليون يورو سنة 2007، موضحة أن 2009 «ستكون سنة خسارة». ويتفاءل صناع السيارات، وبكثير من الحذر، بحدوث طفرة اقتصادية سنة 2010 التي ستكون، في نظرهم، سنة لاستئناف تحقيق الأرباح. ومع الركود الطويل الذي يرتسم في الأفق، ستكون أولوياتهم تركيز كل الجهود حول خفض المخزونات. وتتوقع المجموعة، التي تراجع رقم أعمالها في 2008 بنسبة % 7,4 ليبلغ 54،65 مليار يورو، «تراجعا جديدا نسبته %20 في أسواق السيارات في أوروبا الغربية في 2009 وسوقا مستقرة في 2010». تصميم على التحرك وينذر التراجع الحاد في النمو المقرون بتراجع الاستهلاك، بأزمة اقتصادية وشيكة قد تلقي بظلالها على معظم القطاعات الإنتاجية بفرنسا. واعتبر الرئيس نيكولا ساركوزي، في بيان نشره الإليزي، أن «الأزمة ذات التأثير غير المسبوق التي تطال الاقتصاد العالمي تثير في فرنسا، وكذلك في كل إنحاء العالم، قلقا مشروعا وتتطلب من السلطات العامة واجب الإصغاء والحوار، وفي الوقت نفسه تصميما كبيرا على التحرك». وشهدت وتيرة الإصلاحات التي باشرها ساركوزي وحكومته، زخما متسارعا في سنة 2008 بالرغم من المعارضة التقليدية لأحزاب اليسار، التي لم تفلح حتى الآن في إفشال أي من المشاريع الإصلاحية التي قاربت المائة في غضون 20 شهرا، ولم يتمكن من خلالها ساركوزي من تحريك عجلة الاقتصاد، حيث الركود مازال قائما، ومعدلات النمو في انخفاض مقلق، والمستوى المعيشي متدهور.ويخشى المحللون أن يؤدي تراجع ثقة المستهلكين، بفعل تزايد البطالة وتراجع الطلب على السلع الصناعية، إلى ركود اقتصادي لفرنسا ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، سنة 2009. سيرة ذاتية غير مسموح بها وفي ظل هذه الأجواء القاتمة، طلع في الأسواق كتاب مثير للدهشة والنكتة معا، يرصد بكثير من التفاصيل العلاقة بين الرئيس ساركوزي وعقيلته كارلا قبل زواجهما. «كارلا، هل تتجرأين أمام الجميع على تقبيلي على الفم؟»، تلك هي الجملة التي همس بها نيكولا ساركوزي في أذن كارلا بروني منذ لقائهما الأول، وفق ما جاء في كتاب «سيرة ذاتية غير مسموح بها» لصاحبه جاك سيغيلا. وامتنعت أجهزة الرئاسة الفرنسية، التي استوضحتها وسائل الإعلام يوم الخميس، عن التعليق على كتاب سيغيلا (75 عاما)، مؤسس إحدى أشهر وكالات الإعلان الفرنسية، الذي أقام مأدبة العشاء التي التقى خلالها الرئيس الفرنسي بالمغنية وعارضة الأزياء السابقة في خريف 2007. وبعد سبعة أسابيع، وفي أعقاب قصة حب أسهبت وسائل الإعلام في الحديث عنها، تزوج الرئيس والمغنية. وفي كتابه، يصف سيغيلا بأسلوب يمزج بين بالإعجاب والسذاجة، اللقاء الأول الذي حصل بعيد طلاق ساركوزي من زوجته سيسيليا. وقال سيغيلا: «هكذا ارتسم مشهد غير متوقع من الجاذبية بينهما، حاول كل منهما من موقعه تحدي الآخر»، مضيفا: «كنا نشهد من دون أن ندري وقائع لقاء سيحتل صدارة كل وسائل الإعلام». ويؤكد سيغيلا أن الرئيس الفرنسي كان وسط مدعوين آخرين «مفتونا كليا» بكارلا خلال حديثه معها. وقال لها ساركوزي: «في فاتح يونيو، ستغنين في كازينو باريس، أرأيت، أعرف حتى برنامجك. ومساء فاتح يونيو، سأجلس في الصف الأول وسنعلن خطوبتنا. وسترين، سنكون أفضل من مارلين وكينيدي». الإنجاب أولا وأجابت كارلا: «لا مجال للخطوبة! لن أعيش مع رجل إلا إذا أنجبت منه طفلا»، ورد ساركوزي: «بشأن الأطفال، لقد ربيت حتى الآن خمسة، ولم لا ستة؟ فأنا الفرنسي الأفضل استعدادا لهذا الأمر». ويؤكد سيغيلا أن نيكولا ساركوزي أبلغ أيضا كارلا بروني أن الحياة معه ليست سهلة، لأن مصوري المشاهير يتعقبونه باستمرار. وفي نهاية السهرة، اصطحب الرئيس كارلا بروني إلى منزلها بسيارته. وقالت بروني لجاك سيغيلا في وقت لاحق: «ما هذا السحر والذكاء والاهتمام والقوة والجاذبية التي يتحلى بها صديقك؟». ويتزامن صدور هذا الكتاب مع كتاب آخر متحامل على وزيرة العدل رشيدة داتي بعنوان ساخر «الصديقة الجميلة» للصحفيين ميكاييل دارمون وإيف دوري، المشهود لهما باحترافية نادرة في فضح الأعراض وتعريتها بما يخدم مقولة الصحافة الصفراء :»كيّفوا الكذبة وضخموها». ويرصد الكتاب بكثير من التفاصيل وبلهجة سليطة، حياة داتي التي «لم تترك بابا قد يقود نحو السلطة والشهرة إلا وطرقته»، بعد أن بعثت «بأطنان» من الرسائل إلى كل من رأت فيه ذرة نفوذ سياسي أو اقتصادي أو حتى إعلامي». ويذهب الصحفيان إلى أن «وضعها داخل أسرة من 12 شقيقا يعولها أب يعمل في قطاع البناء وأم خادمة، قد يكون، على بؤسه، من العوامل الأساسية التي أيقظت فيها شعلة التسول السياسي والاقتصادي وحتى الإنساني». كل شيء في الكتاب يسخر من داتي التي «فطن ساركوزي أخيرا إلى محدودية مهنيتها، فخيرها بين البرلمان الأوربي أو البطالة السياسية».