أثار توقيف دوري أندية الصفوة للمرة الثانية في ظرف شهر واحد بداعي التزام نادي الجيش الملكي باستحقاقات إياب منافسات الأدوار التمهيدية لكأس عصبة أبطال إفريقيا ردود فعل متباينة. فبينما ارتاح مدربو الأندية الغارقة في قعر الترتيب لوجود هذا المتسع من الزمن لتصحيح ما يمكن استدراكه من نقص في الإعداد لخوض المباريات القادمة بفعالية اكبر بعدما تعرضت أنديتهم لبعض الإخفاقات وضعت مستقبل هؤلاء، محط قلق على غرار أندية مولودية وجدة وشباب المحمدية وشباب المسيرة والكوكب المراكشي واولمبيك أسفي والنادي القنيطري واتحاد الخميسات والجيش الملكي ، نددت الأندية التي وصلت إلى درجة كبيرة من الإعداد وتطور مستوى لاعبيها، معتبرة أن هذه الاختلالات لا تخدم بتاتا مصالح كرة القدم الوطنية وتؤثر سلبا على المستوى العام للدوري. وأمام هذه المعطيات وضعت كل الأندية برامج استعجاليه للحفاظ على الطراوة البدنية للاعبيها، إذ برمج مسيرو المولودية الوجدية مباراة ودية الأربعاء المنصرم، بعدما واجه في ثلاثة أشواط فريق نهضة بركان المنتمي لأندية الدرجة هواة وذلك بعدما استعصى على مدرب الفريق عزيز كركاش ملاقاة خصم أقوى من ذلك بالنظر لاكراهات طول المسافة الذي تفصله عن أندية الصفوة. ولم يتردد عبد القادر يومير في قبول عرض مسيري المغرب التطواني بعد استدعاء فريقه نهاية الأسبوع الجاري، لخوض مباراة ودية بملعب سانية الرمل تدخل في اطار التضامن مع غزة وذلك بحضور العديد من الفعاليات المحلية والمنتخبين، وهي فرصة لمدربي الفريقين لتصحيح مجموعة من المكانيزمات وضبط التصور التكتيكي المزعم تطبيقه مستقبلا، حتى يقف كلاهما على الوجه الحقيقي لقائمة لاعبيه قبل الحسم في بعض الاختيارات المستقبلية. ولم يخرج مسؤولو شباب المحمدية على هذه القاعدة بعد التخوفات التي لحقتهم جراء بعض الاكراهات ودعا أنيس لاعبيه إلى الاهتمام أكثر خلال فترة توقيف الدوري، للحفاظ على الطراوة البدنية والتهييء للمستقبل بشكل مجد لتجاوز مرحلة الإخفاق واحترام البرنامج الإعدادي الذي سيكون صارما وهاما ستتخلله مباراة إعدادية نهاية الأسبوع الجاري مع الدفاع الحسني الجديدي بملعب العبدي بالجديدة، إذ سيسعى أنيس الى إشراك لاعبيه الجدد مثل هشام مصباح واحمد الأطلسي وطلحة والعنيتري وحسن بردوق وزكريا عبوب لمنحهم فرصة الرفع من نسبة الانسجام، بينما سيحاول جمال السلامي استعادة توازن الفريق الجديدي بعد إخفاقه في مسايرة الإيقاع. واعتبر مسيرو الكوكب المراكشي إعفاءهم من التنافس نهاية الأسبوع الجاري، فرصة لتصحيح العديد من الهفوات واستدراك النقص الحاصل في إعداد اللاعبين بعد فشلهم في ضبط إيقاع ناضج في المباريات الأخيرة وإخفاقهم في مسايرة إيقاع الدوري، مبرزا أن الفرصة مواتية لحسن بنعبيشة الذي تولى قيادة الفريق بعد إقالة التونسي كمال الزواغي، لاستدراك الخلل الحاصل في مردود لاعبيه، إذ عمد مسيرو فريق النخيل إلى السفر إلى الدارالبيضاء لمواجهة الرجاء دون جمهور بملعب الأب جيكو، وهي مناسبة لمدربي الفريقين للبقاءقريبا من التباري حتى لا تتأثر اللياقة البدنية للاعبيهم. ورحب الفرنسي طاردي مدرب اولمبيك خريبكة بحجب الدوري، لعله يجد الوقت الكافي لإعادة الثقة للاعبيه بعد اهتزاز معنوياتهم جراء بعض النتائج المقلقة وخضوعهم لضغط الأنصار. ذلك أن الاولمبيك بحاجة لوقفة تأمل دقيقة لتشخيص مكامن الخلل التي تحرمهم غالبا من إحراز نتائج مرضية رغم العروض التي يقدمها لاعبوه، ويستغل طاردي فترة الراحة لتصحيح هذا الوضع ووضع ميكانيزمات مجدية لتجاوز مرحلة الإخفاق، إذ عمد مسيرو الاولمبيك إلى برمجة مباراة ودية مع فريق جمعية سلا بقواعد الأخير وذلك لاستغلال الفرصة في تصحيح بعض الأخطاء والحفاظ على الطراوة البدنية للاعبيه. واكتفى اولمبيك أسفي بالتحضير محليا دون خوض أي مباراة ودية، خوفا من إرهاق اللاعبين الممكن ترتيبه من كثرة االتنقلات التي تفرضها مثل هذه المباريات الودية بيد أن النادي المسفيوي عاد مؤخرا من رحلة شاقة من العيون ومن الصعب على لاعبيه قطع مسافة طويلة أخرى بغية إجراء مباراة ودية، وبذلك اكتفى الطاقم الفني للفريق بخوض استعداداته بشكل اعتيادي تحت إشراف مبارك الكداني وبمتابعة كمال الزواغي الذي تم الاتفاق معه للإشراف على الاولمبيك. وخاض اتحاد الخميسات الملزم بخوض الدور المقبل من منافسات كأس عصبة أبطال إفريقيا، بدوره مباراة ودية أول أمس الخميس، واجه خلالها فريق المغرب الفاسي بملحق الملعب الجديد لمدينة فاس، إذ رحب مدرب الاتحاد باستدعائه لخوض هذا اللقاء بعد اعتذار الوداد البيضاوي على اللعب بهذا الملحق، وذلك رغبة منه في الحفاظ على التوازن الذي شهده الفريق في المباريات الأخيرة وبقاء لاعبيه على درجة عالية من الحيوية والتركيز خوفا أن يحدث فراغ نهاية الأسبوع الملل في نفوس عناصره. وإذا كانت هذه الأندية محظوظة في الاستفادة من توقيف الدوري، فنادي حسنية اكادير وجد نفسه محروما من هذا الامتياز، بعدما أرغمته طول المسافة على عدم إيجاد مخرج لخوض مباراة ودية، ذلك بعدما رفض مسيروه التنقل من جديد لمدن مجاورة مثل أسفي ومراكش لملاقاة أنديهم وديا لتفادي إرهاق لاعبي الحسنية بعد عودته بداية الأسبوع من الجديدة.