خرج روجي لومير مدرب المنتخب الوطني للكبار لكرة القدم، مرتاحا من المباراة التي استضاف فيها اسود الأطلس، مساء إلى أمس الأربعاء بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء منتخب التشيك والتي انتهت بالتعادل دون أهداف، بعدما ظهر في نهاية اللقاء معجبا بتقنيات لاعبيه ومتفائلا بشكل كبير بخصوص مكسبه لجمهور بيضاوي، ينتظر منه الفرنسي لومير أن يقدم في مباراة الغابون القادمة إضافة قوية لعناصر منتخب الكبار. وذلك بعد مساندته ودعمه الكبيرين لمعظم لاعبي المنتخب في هذه المباراة التي تعد الأخيرة في مراحل الإعداد التي خاضها الأسود ترقبا للأدوار الاقصائية المزدوجة لكأسي العالم 2010، التي ستحتضنها جنوب إفريقيا وأمم إفريقيا التي ستقام بانغولا، إذ يواجه زملاء طلال القرقوري في أول موعد خاص بهذه المنافسات التي ستنطلق نهاية مارس القادم، ضيفهم منتخب الغابون على أرضية مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، وسط مخاوف من تكرار سيناريو الانتصارات الخادعة في المباريات الودية مقابل تواضع في الامتحانات الرسمية. وتجنب روجي لومير في هذه المباراة، المغامرة بإدخال تشكيلة غالبية مكوناتها من لاعبين جدد، حتى لا تتأثر المجموعة من غياب التجانس وخوفا من أن يفقد المنتخب توازنه، وعمد عوض ذلك إلى إشراك قائمة من خليط من لاعبين قدماء في حمل القميص الوطني مثل ميكائيل بصير وبدر القدوري ويوسف حجي والعائد طلال القرقوري وأمين الرباطي وحسين خرجة ويوسف سفري، وأسماء أخرى حديثة العهد بالمنتخب كمنير الحمداوي وعادل تاعرابت اللذان لعبا لأول مرة تحت الألوان الوطنية ونبيل درار الذي خاض ثاني مباراة مع منتخب الكبار والعائدين نبيل باها ومبارك بوصفة والحارس كريم زازا، واحتفظ بكرسي البدلاء أسماء أخرى مثل شمس الدين العرايشي المهدي بنعطية. ودخل لومير هذا اللقاء الذي قاده الحكم التونسي مكرم علقم بمساعدة مواطنيه بشير الحسني وسعد الله شكري، برسم تكتيكي مغاير لتوجهاته السابقة بينما كان وسط الميدان نقطة قوة الفريق التشيكي، الذي خاض المباراة مسلحا بقوة جسمانية كبيرة وباندفاع قوي خلق بموجبه في 20 دقيقة الأولى من المباراة بعض المشاكل لعناصر النخبة الوطنية، وكاد أن يحرز هدف السبق مستغلا حالة سهو من لاعبي وسط الميدان يوسف السفري وحسين خرجة، وتأثره بإشراك اللاعب درار ولأول مرة في هذا المركز عوض توظيفه في الجهة الهجومية اليسرى التي يشغلها عادة بنادي بروج البجيكي، لكن سرعان ما تدارك لاعبو المنتخب هذا النقص في خاصة في الشوط الثاني من المباراة بعد إقدام لومير على إدخال الأحمدي الذي كان نشيطا ومجديا في تحركاته، مكان السفري الذي ظهر عليه عياء واضح، وتاعرابت نجم الجولة الثانية بدون منازع والذي عوض باها البعيد عن مستواه في فريقه ملاغا الاسباني، إذ بادر لاعبو الأسود بعد هذه التغييرات، إلى خلق العديد من المحاولات الهجومية المنظمة انطلاقا من وسط الميدان وبفعالية كبيرة تختزل لقطات فنية كبيرة وقوة في الاختراق. وأحرز على إثرها زملاء القرقوري هدف مشروع لكن حكم المباراة رفضه بدعوى شرود خيالي مع عدم إعلانه عن ضربة جزاء واضحة، بعد مسك اللاعب بوصفة وإسقاطه بمربع العمليات. وشكل ثلاثي الهجوم تاعرابت الذي نشط الجهة اليسرى وشكل ضربة قوية في اختراق دفاع الخصم، والحمدواي الذي شغل مركز قلب هجوم والطائر بوصفة الذي كان نشيطا بتحركاته القوية، إضافة كبيرة للبدل الهجومي للنخبة الوطنية التي بدأت معالم أدواتها تتضح نسبيا بعد استدراك مكمن خلل وسط الدفاع الذي كان مصدر قلق لومير، مند تحمله مسؤولية تدريب الأسود وذلك بعودة القرقوري لتقلد هذه المهام في انتظار ما تأتي به الأيام القادمة بعد إنهاء المفاوضات مع العيساتي والرامي وعودة الشوافني.