تدفقت سيول ومياه الأمطار بمنطقة ميموز،ا قرب شاطئ التلال التابع لتراب بلدية المنصورية، لتغمر الأزقة والمنازل والمؤسسات التعليمية، بعد أن تعذر عليها ولوج المحيط الأطلسي، لتتحول المنطقة إلى مسبح كبير مفتوح أتلف مداخل وممتلكات عدة منازل وفرض حظر تجول على المارة والسيارات، وعاشت ساكنة المنطقة يومي خميس وجمعة أسودين، بعد أن غمرت المياه المحملة بالأتربة والوحل منازلهم، وتعرضت حدائق وأراضي فلاحية للتلف، كما تسربت المياه والسيول لتملأ ثلاث حجرات دراسية داخل مدرسة التلال، وحالت دون وصول التلاميذ إلى باقي الحجرات الدراسية، مما جعل الدراسة تتوقف بالمدرسة الابتدائية، كما غطت السيول الملاعب الرياضية وجوانب من إعدادية المنصورية. ولتخفيض منسوب المياه ووقف خطر فيضانات المنصورية، بادر أحد الساكنة بمساعدة عمال البلدية بالإقدام على هدم سور منزله من جهتي اليابسة والبحر وحفر مجرى للمياه لتمكين السيول من الوصول إلى البحر، وهو ما جعل منزله عرضة للتدفق التدريجي لكل مياه المنطقة، وهو الحل المؤقت الذي قد يتكرر كل ما عادت السيول إلى المنطقة المحاصرة. وحمل المتضررون مسؤولية ما يقع بالمنطقة إلى كل الجهات المعنية بالبناء محليا وجهويا، مشيرين، في تصريحات متفرقة ل«المساء» التي عاينت المنطقة، إلى ما أسموه بالعبث الذي يسود طرق بناء وتشييد الإقامات السكنية والسياحية بالمنطقة والتي أكدوا أنها لا تحترم أدنى الشروط اللازمة لصرف المياه العادمة ومياه الأمطار. كما انتقدوا غياب ممثلي شركة «ليدك»، المعنية بصرف المياه بالمنطقة التي تم إخبارها بالكارثة، وكذا وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية، وطالبوا بإرسال لجنة للتحقيق في عدد من الإقامات التي تم بناؤها دون احترام للبنية التحتية المتدهورة والمحيط المتضرر من تجاوزات أصحابها. وأكدوا أن سبب الفيضانات بمنطقتهم يعود بالدرجة الأولى إلى انعدام قنوات صرف المياه لدى العديد من التجزئات السكنية وعمليات تحويل المياه العشوائية التي تقوم بها تلك الجهات دون أدنى احترام للمحيط، والحصار الذي أصبح مضروبا على منازلهم التي توجد في منطقة سفلى وعلى بعد أمتار من شاطئ التلال. وأضاف المتضررون أنه في الوقت الذي كان فيه السكان يتخوفون من ارتفاع أمواج البحر واحتمال زحف مياهه على منازلهم، ولو أنه احتمال ضئيل جدا، فوجئوا بالمياه تغمر منازلهم من جهة اليابسة. مصادر من جماعة المنصورية التي أصبحت منذ حوالي شهر بلدية أكدت أن المنطقة ستعرف خلال الأشهر القادمة عملية تأهيل الصرف الصحي بشراكة مع شركة ليدك، وأن لعملية ستشمل تدريجيا أجزاء أخرى من البلدية، ولم تنف المصادر إشكالية الصرف الصحي بالمنطقة وعشوائية بعض الإقامات التي ما زلت في صراع مع المكتب المسير، وأخرى تلقت الأضواء الخضراء من جهات عليا لتنجز ما تريده.