استنادا إلى قصاصة لوكالة «أشوسييتد بريس» أوردتها النسخة الإلكترونية الدائمة لصحيفة «نوفيل أوبسيرفاتور» الفرنسية، فقد قررت النيابة العامة بمحكمة باريس إحالة ملف الاعتداءات الجنسية على قاصرات بثانوية فيكتور هيكو الفرنسية بمراكش على القضاء المغربي. هذا، وكانت محكمة باريس قد فتحت تحقيقا قضائيا أوليا بخصوص احتمال وقوع اعتداءات جنسية بالثانوية الفرنسية، فيكتور هيكًو، بمراكش شهر أكتوبر من سنة 2007، أياما قليلة قبيل زيارة الدولة التي أخذت الرئيس الفرنسي ، نيكولا ساركوزي، إلى المغرب، حيث كشفت الصحافة الفرنسية آنذاك عن تفاصيل فضيحة جنسية راحت ضحيتها تلميذات قاصرات يُحتمل جدا أن يكن قد تعرضن لاعتداءات جنسية بداخل وخارج الثانوية الفرنسية الشهيرة بمركش، حسب رسالة لأساتذة الثانوية . ويعود تحرك القضاء الفرنسي للتحقيق في هذه التهم الخطيرة، إلى رسالة توصلت بها محكمة باريس من حوالي عشرة أساتذة بالثانوية الفرنسية بمراكش، ممن أعلموا السلطات القضائية الفرنسية في رسالتهم، بأعمال يشتبه في كونها اعتداءات جنسية عن طريق الاغتصاب الجماعي ومحاولات اغتصاب واعتداء على قاصرين تقل أعمارهم عن 15 سنة، قد تكون مورست بداخل مؤسسة فيكتور هيكًو من قبل تلاميذ مغاربة على زميلاتهم. وحسب قصاصة وكالة «أشوسييتد بريس» الدولية للأنباء، فقد استمع قاض بمحكمة القاصرين بباريس إلى شهادات ل 3 فتيات قاصرات، وقررت النيابة العامة الفرنسية إثر ذلك إحالة كافة وثائق الملف الذي أنجز بهذا الشأن على القضاء المغربي الذي له وحده الصلاحية في مواصلة البحث والتحقيق في هذه النازلة، فيما صرح الأستاذ فيليب فالون، المحامي الفرنسي لإحدى الضحايا القاصرات، «بأن هناك يقينا تاما بأن هذا الملف سوف يتم دفنه بالمغرب، بالنظر إلى طبيعة هويات القاصرين المغاربة المتهمين»، على حد قوله. وأضافت «أشوسييتد بريس» في قصاصتها أن جميع مراحل المسطرة القضائية التي سبق أن فتحتها النيابة العامة بباريس سوف تحال على القضاء المغربي عن طريق وزارتي العدل والخارجية الفرنسية، وأن القضاء الفرنسي سيظل معنيا بالقضية في حالة ما لم يتحرك القضاء المغربي في اتجاه استكمال مسطرة التحقيق والمتابعة . معلوم أن ثانوية فيكتور هيكًو بمراكش، تُعد أهم ثانوية يدرس بها أبناء وبنات كبار الأعيان من الأثرياء ورجال السلطة المغاربة بجانب أبناء الجاليات الأوربية المستقرة بالمدينة الحمراء، كما أنها تابعة إداريا لوكالة التعليم الفرنسي بالخارج التي تضم في شبكتها 28 مؤسسة تعليمية بالمغرب يدرس بها قرابة 20 ألف تلميذ، نصفهم من المغاربة، في حين أن ثانوية فيكتور هيكًو تتوفر لوحدها على ما مجموعه 941 تلميذا بينهم 475 فرنسيا، كما أن مصاريف الدراسة بها تكلف التلميذ المغربي قرابة 27 ألف درهم، والفرنسي 20 ألف درهم للسنة حسب الأرقام الرسمية لوكالة التعليم الفرنسي بالخارج .