مازالت دار بوعزة تعيش حالة من الغليان إثر حادث وفاة امرأة حامل وجنينها أثناء الوضع بمستشفى ولي العهد الأمير مولاي الحسن بدار بوعزة في ال24 من يونيو الماضي، بعد خضوعها لعملية قيصرية بقسم الولادة بالمستشفى نفسه. ودخلت الضحية(34 سنة) إلى المستشفى صباح اليوم المذكور حيث ظلت تعاني بسبب المخاض لأكثر من ست ساعات وحتى حدود الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر في انتظار أن يفتح عنق الرحم بشكل طبيعي، حيث وضعت جنينا لفظ أنفاسه دقائق قليلة بعد ولادته، وظلت الأم تعاني بسبب عدة اختلالات، حسب مصادر حقوقية بالمنطقة حتى حدود الساعة الخامسة والنصف، لينتبه أحد الأطباء إلى أنها تعاني من فقر الدم. المصادر ذاتها أكدت أنه تم الاتصال بسائق سيارة الإسعاف بهدف جلب قنينات من الدم من مستشفى ابن رشد بمدينة الدارالبيضاء، غير أنه حين عادت سيارة الإسعاف كانت المرأة قد فارقت الحياة تاركة طفلين. وأضافت المصادر ذاتها أن الضحية تتحدر من وسط فقير من دوار العروسي قرب دوار اعرابة الكائن ببلدية داربوعزة بإقليم النواصر. وأكد محمد حمدوشي، فاعل جمعوي بالمنطقة، أن هذا الحادث مازال يثير حالة من الغليان وسط المنطقة، خاصة في صفوف عائلة الضحية التي اعتبرت الوفاة «إهمالا» لابنتها. وأضاف أنه ليست هذه هي المرة الأولى التي تلقى فيها سيدة حامل مصرعها بقسم الولادة، بل سبق أن سجلت حالات وفيات أخرى، وهو الوضع الذي أصبح يشكل «كابوسا» بالنسبة إلى كل حامل مقبلة على الوضع خشية أن تلقى المصير نفسه. ويذكر أنه بعد الوفاة حضرت السلطة العمومية بكل أطيافها من قائد المركز الترابي للدرك الملكي وقائد الملحقة الإدارية لدار بوعزة وقائد قيادة اولاد عزوز وباشا دار بوعزة، بالإضافة إلى أفراد من القوة العمومية وأعوان السلطة من شيوخ ومقدمين وحشد من المواطنين وعائلة الضحية. وقد تم فتح تحقيق في الموضوع، فيما رفضت اسرة الضحية تسلم جثمان ابنتها في انتظار أن تخضع الجثة للتشريح لمعرفة أسباب الوفاة، بعد حضور مسؤول كبير من وزارة الصحة بهدف إجراء تشريح لجثتها، حيث لازالت الهالكة توجد بداخل مستشفى مولاي الحسن. وللإشارة، فإن مستشفى ولي العهد الأمير مولاي الحسن متعدد الاختصاصات تم تدشينه من طرف الملك محمد السادس في شهر شتنبر من سنة 2005. وتم آنذاك تبشير سكان المناطق الضاحوية الجنوبية للدار البيضاء بأنهم لم يعودوا في حاجة إلى الالتحاق بمستشفيات الدارالبيضاء، يقول محمد حمدوشي رئيس جمعية حوض طماريس بدار بوعزة. إلا أن «فرحتهم لم تدم طويلا» ، والدليل على ذلك «الاختلالات، التي يعرفها هذا المستشفى وهو ما يفرز وفيات الحوامل والخصاص في الموارد البشرية وخاصة في صفوف الممرضات وغياب بعض الآلات وتعطلها كجهاز الفحص بالصدى وغيره، يضيف الحمدوشي.