سادت حالة من الاستثناء، مساء أول أمس الاثنين، في قسم جوازات السفر بعمالة الناظور، وذلك بعدما ضبطت السلطات الإسبانية في المعبر الحدودي بباب مليلية جواز سفر يعود إلى أحد المتهمين بالتهريب الدولي للمخدرات كان قد فر من سجن زايو الفلاحي منذ حوالي ستة أشهر متجها إلى مليلية حيث يقيم إلى حد الآن. المصادر تشير إلى أن أحد المقربين من (م. س) حصل على جواز سفره الذي يعود تاريخ تسليمه إليه إلى نهاية شهر دجنبر وحاول أن يختمه لدى حراس الحدود الإسبان، قبل أن يسلمه إلى صاحبه الحقيقي، بغرض تمكينه من مغادرة مليلية. لكن حراس الحدود الإسبان، عندما قاموا بتثبيت هوية صاحبه، وجدوا أنه مبحوث عنه في ملف هروبه من سجن زايو. ولم يتمكن هؤلاء الحراس من محاصرة «الوسيط» الذي فر بجلده بعدما استشعر بأن الخطر محدق به. وتم إخبار السلطات الأمنية بالناظور بالحدث التي فتحت ملفا من المحتمل أن يطيح برؤوس في قسم الشؤون العامة بالمدينة. ويشترط للحصول على جواز السفر توقيع صاحبه قبل تسلم الوثيقة. وهذه النقطة بالذات هي التي حيرت العامل عبد الواحد لفتيت الذي ظل يتساءل طيلة مساء أول أمس عن الطريقة التي حصل بها الفار من السجن على الجواز ومن المسؤول عن التوقيع في غيابه وما هي الجهات التي منحت الجواز لشخص غير الشخص الذي يعود إليه. وكان (م. س) قد حكم عليه، في ماي من سنة 2007، بثماني سنوات سجنا نافذة بتهمة الاتجار الدولي في المخدرات، وهي العقوبة التي فضل ألا يكملها داخل سجن زايو، بضواحي الناظور، مقررا الفرار إلى مليلية. وظل فراره من السجن يثير الغموض إلى حد الآن، في وقت ذهبت فيه بعض المصادر إلى أنه تلقى مساعدة أربعة أشخاص مسلحين بسيوف وقنابل مسيلة للدموع اخترقوا أبواب السجن وهربوه على متن سيارة رباعية الدفاع من النوع الممتاز. ويتوفر هذا المتهم على أوراق الإقامة في إسبانيا. لكن هذه الأوراق، طبقا للمصادر، تشترط ضرورة التوفر على جواز سفر لمغادرة هذه المدينة في اتجاه إسبانيا.