علمت «المساء من مصدر مطلع أنّ مسؤولين في وزارة العدل، والمندوبية العامة للسجون وممثلي النيابة العامة ووزارة الداخلية قاموا بزيارة سرية لعدد من سجون المغرب، وركزوا على عنابر معتقلي السلفية الجهادية.. وحسب المصدر نفسه فإنّ الزيارة التي قام بها مسؤولون كبار لمعتقلي السلفية الجهادية ستتلوها زيارات أخرى، في إشارة إلى مراجعة ملف عدد من المعتقلين الموزّعين على مختلف السجون في اتجاه إنصافهم، مضيفا أنّ حالة من اليأس والإحباط سادت وسط العديد من السجناء بعد أن كانوا يراهنون على حلّ ملفاتهم وإعادة النظر فيها بعد زيارات سرية سابقة لمسؤولين في كل من وزارتي العدل والداخلية والمديرية العامة لإدارة السجون. وجاءت زيارة مسؤولين في الدولة لعدد من السجون التي يقبع فيها معتقلو السلفية الجهادية بعد لقاء سرّي جمع، مؤخرا، فعاليات حقوقية وسلفية داخل فندق معروف في الرباط، اعتبِر الأولَ من نوعه وجمع بين ممثلين عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان والمندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان، من أجل «فهم مُشترَك للحالة السلفية وسؤال المشاركة في الحياة العامة»، في حين يَجري التحضير للقاء جديد من أجل استمرار النقاش بحضور أطراف أمنية ومسؤولين رسميين من داخل مندوبية السجون ووزارة العدل والحرّيات. وقال أنس الحلوي، الناطق الرسمي باسم اللجنة المُشترَكة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، ل«المساء» إنّ زيارة مسؤولين في الدولة عددا من السجون التي يوجد فيها معتقلو السلفية الجهادية كان «عاديا»، ولم يَجرِ فتح أي حوار مباشر معهم أو وعدهم بتسوية ملفاتهم، مشيرا إلى أنّ اللجنة المشترَكة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين تطالب بإيجاد حلّ للملف وإنصاف المظلومين بالآلية التي تختارها الدولة، سواء تعلق الأمر ب«الحوار» أو آلية أخرى، «فالمهمّ لدى اللجنة هو إعادة النظر في ملف معتقلي السلفية الجهادية وإنصافهم».
وكانت اللجنة المشترَكة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين أحدَ أطراف اللقاء السري داخل فندق بالرباط، إذ اعتبر الحلوي أنّ «حضورهم في اللقاء كان كلجنة حقوقية وتمثيلا لأغلبية المعتقلين من التيار السلفي داخل السجون»، مضيفا أنّ «الهدف من الحضور هو الدفع من أجل حلّ الملف والإفراج عن كافة المعتقلين». يشار إلى أنّ اللقاء، الذي نظمه منتدى الكرامة وعدالة والوسيط ومؤسسة قرطبة، جمع كلا من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمندوبية الوزارية لحقوق الإنسان، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والعصبة المغربية لحقوق الإنسان، والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، والمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف، ومنتدى بدائل المغرب، والهيئة المغربية لحقوق الإنسان، والرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، والشبكة المغربية من أجل الحق في الحصول على المعلومات، إضافة إلى ممثلات عن عائلات المعتقلين السلفيين، في شخص حسناء مساعد وبديعة شوقي (أم حاجب) إلى جانب شخصيات سلفية، مثل حسن الكتاني، عمر الحدوشي، عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص) وجلال المودن ومحمد بن حمو وأسامة بوطاهر.