أورد بيرنار ماركادي في سياق الخلاصات التي قدمها في ندوة «الاستشراق في الفنون» أن عددا من مثقفي النهضة العربية أنتجوا أنفسهم في القرن التاسع عشر أثناء لقائهم الأول بأوروبا خطابا مهما حول الغرب، وهو جدير بالدراسة، مثل ما دونه الشيخ رفاعة الطهطاوي في كتابه «تخليص الإبريز في تلخيص باريز»، وهو كتاب يترجم دهشة مشاهدة الشيخ الأزهري، الذي جاء للدراسة في عاصمة الأنوار. ويحفل الكتاب بالكثير من الطرائف التي تشكل مسبقات العقل العربي عن أوروبا والغرب عموما، وهي مسبقات عمرت وقتا طويلا، كما الحال تماما بالنسبة إلى التعميمات المضحكة التي سقط فيها المستشرقون أو بعضهم على الأقل. انظروا مثلا كيف يتحدث إدمون دوتي عن «تحلل» المرأة الرحمانية، وعن عادات دكالية، تجعلهم أقرب إلى المتوحشين منهم إلى الآدميين.