تعاني بعض النساء من انبعاث رائحة كريهة من المهبل، الأمر الذي يشكل لهن الكثير من القلق والإحراج أحيانا، وقد تخجل الكثير منهن من الإفصاح عن هذه المشكلة، مما يمنعهن من الإستشارة لمعرفة الأسباب، وبالتالي التخلص منها وعلاجها، ذلك ما يوضحه لنا عبد الفتاح زكرياء (أخصائي أمراض النساء والتوليد). - ماذا نقصد برائحة المهبل الكريهة؟ نقصد بها إفرازات غير عادية للمهبل بلون ورائحة وكمية أيضا تختلف عن إفرازاته العادية، وهي مشكلة تعاني منها بعض النساء، مما يجعلهن يستعجلن زيارة الطبيب الأخصائي، كونها تمس حياتهن الحميمية مع أزواجهن، وتتسبب لهن أيضا في حالة نفسية يسودها الخوف والتوتر. - ما هي الأسباب التي تجعل المهبل يفرز هذه الرائحة الكريهة؟ في البداية أؤكد أن الافرازات المهبلية في أكثر الأحيان، تكون طبيعية، وذلك لأن الجهاز التناسلي المكون من الرحم والمهبل مبطن بنسيج مخاطي، كما هو الحال في العينين والأنف، وهذا النسيج يفرز عادة مواد شبه سائلة، لكن وفي بعض الأحيان ولأسباب عديدة، تختلف طبيعة الافرازات، فتزيد في الكمية أو تتغير في خاصيتها. والافرازات الطبيعية، تختلف كميتها من وقت لآخر من الدورة الشهرية، وتكون عادة بيضاء اللون أو شفافة، وعديمة الرائحة، ولا تسبب حكة. وبما أن البكتيريا والفطريات، تكون عادة موجودة على الجلد والاغشية المخاطية، فإنها تنتهز الفرصة لإصابة مختلف مناطق الجسم بالأمراض والالتهابات المختلفة، شأن المهبل الذي وإن كانت لديه حموضة، تمكنه من القضاء على هذه الجراثيم وإضعافها أثناء الفترة العمرية التي تبدأ من البلوغ، وتنتهي بانقطاع الطمث، غير أنها في بعض الأحيان ولأسباب متعددة أهمها؛ اختلاف الهرمونات، كما هو الحال أثناء الدورة الشهرية أو أثناء الحمل، فتحدث بعض الالتهابات الموضعية التي تسبب تغيرا في طبيعة الإفرازات. - كيف تميز المرأة مابين الإفرازات المهبلية المرضية والعادية؟ تكون الافرازات المرضية ذات رائحة كريهة، وقد تسبب حكة أو حرقة مهبلية، وقد تكون كثيرة وذات لون أبيض متخثر، وتنتج عن التهاب في المهبل، وهي تدل على وجود جسم غريب أو تقرح في الأنسجة. وللإشارة، فإن الافرازات الطبيعية لدى البالغين تكون مائية، سائلة، شفافة، وهي تفرز من: 1 - الغدة البارثولينية والسْكين 2 - المهبل - حيث يحتوي على البكتيريا المسماة «ديدرلين» وهذه البكتيريا تحول الجليكوجين «مادة سكرية» إلى أحماض، هذا بالإضافة لاحتواء المهبل على مواد بروتينية وبعض العناصر. أما فيما يرتبط بالافرازات الناتجة عن حالات مرضية نذكر أهمها: - إفرازات صفراء أو خضراء اللون، تكون نتيجة إصابة الرحم بالبكتيريا. - الافرازات المهبلية البيضاء، جامدة تسبب الحكة، وهي ناتجة عن الإصابة بالفطريات. - الافرازات المهبلية ذات الرائحة، تدل على وجود جسم غريب أو تقرح في الأنسجة، نتيجة الإصابة بضمور في منطقة المهبل بسبب انقطاع الطمث بمرض ما أو وجود جسم غريب داخل الرحم مثل اللولب، مرض السكري وما يمكن أن يسببه من نقص المناعة وزيادة الإصابة بالالتهابات الفطرية، أو بعض الأورام، بعض الالتهابات مثل: التهابات المهبل الفطرية والالتهابات البكتيرية وأيضا الأمراض التناسلية. والالتهابات المهبلية بشكل عام، لها دور كبير في زيادة الافرازات، إلى جانب استعمال بعض الكريمات المهبلية أو بعض مواد العناية للتنظيف، كالصابون أو رغوة الحمام ذوات -الرائحة العطرية التي يمكن أن تسبب حساسية موضعية. - ماهي عوامل إصابة المرأة بالإلتهابات المهبلية وإفراز هذا الأخير لرائحة كريهة؟ هناك عوامل تؤدي للإصابة بالالتهابات المهبلية ومنها: -انتقال العدوى عن طريق الزوج (السيلان). -عدم النظافة الكافية للجهاز التناسلي والعناية به عند الإصابة بالأمراض التناسلية. -التهابات المسالك البولية المتكررة. -العلاج بالمضادات الحيوية «التي تؤدي إلى تقليل وقتل البكتيريا الطبيعية» لفترة طويلة والتعرض للعلاج الكيميائي في أمراض السرطان. - ما أهم النصائح التي يمكن أن تسديها كأخصائي للمرأة التي تعاني من الرائحة الكريهة في المهبل؟ الاهتمام بالنظافة الشخصية وبالنظافة الموضعية للجهاز التناسلي والمهبل، خاصة بعد التبول أو الجماع. -تجنب استعمال الكريمات المهبلية المعطرة وخاصة المنتجات التجارية الرخيصة. - عدم إدخال أي مواد سائلة أو صلبة أو غريبة في مجرى الولادة لأن ذلك سيغير في الوسط الحمضي المسؤول عن قتل الجراثيم الضارة، أو إدخال جراثيم خطرة. -عدم استعمال المضادات الحيوية دون وصفة طبية. - تناول كميات كافية من السوائل يوميا حتى يبقى البول خفيف اللون، لأن البول المركز يسبب حساسية في الفرج. -الاستشارة الطبية عند حدوث أي التهاب أو تغير في نشاط الافرازات الطبيعية. -الامتناع عن استعمال أي نوع من أنواع الصابون أو الشامبوان أثناء الاستحمام، لأنه قد يسبب تهيجا شديدا في الأعضاء التناسلية.