أكد سعيد اتحاد، أخصائي أمراض النساء والتوليد، على أهمية الإفرازات المهبلية في حماية الجهاز التناسلي، مما يمكن أن يلحقه من ميكروبات دخيلة، ودورها في العلاقة الحميمة السليمة بين الزوج وزوجته، حيث تصاب المرأة في حال غيابها بالجفاف المهبلي، والذي أوضح اتحاد ارتباطه باختلالات هرمونية غير ذات علاقة بسن المرأة. أهمية الإفرازات المهبلية ودورها في حماية الجهاز التناسلي من الجراثيم والفطريات، وأيضا أسباب اختلالها والإصابة بما يسمى الجفاف المهبلي، وكذا العلاج المناسب نجده في الحوار التالي: - ما هو تعريفك للإفرازات المهبلية وما هي أنواعها؟ في البداية، لابد من تقديم تعريف للمهبل بوصفه قناة عضلية تمتد من فتحة المهبل إلى أعلى داخل الجسم باتجاه الظهر، ويبلغ طولها من 7 إلى 12 سم، ويتألف جدار المهبل من طبقة عضلية، يكسوه غشاء مخاطي من الداخل يتصل بالرحم. وتتكون الإفرازات المهبلية من: - الزلال الرحمي: هو كناية عن سائل عادي أبيض اللون، مخاطي، لزج يشبه زلال البيض ليست له رائحة. - الحامض اللبني: يكون المهبل عادة رطبا بفعل مادة حليبية تفرز باستمرار من الأوعية الدموية واللمفاوية، التي تغذي جداره بغزارة، وتحتوي هذه المادة على «الحامض اللبني»، والذي له أهمية كبيرة، لأن الخلايا المنوية التي يفرزها الرجل عند الممارسة الجنسية تستطيع الاحتفاظ بنشاطها وحيويتها إذا وجدت في محلول خفيف الحموضة، وتهلك بسهولة إذا اشتدت الحموضة. وكذلك يحتوي الحامض اللبني على نوع من الجراثيم غير الضارة، التي من شأنها مقاومة الجراثيم الغريبة والدخيلة التي تأتي من الخارج عبر ثقب الغشاء وتقضي عليها. وإذا فقد الحامض اللبني من المهبل، أو انخفض بصورة شديدة جدا، يسهل اجتياح الجراثيم وتصاب المرأة بالتهابات مهبلية، وقد ينعدم الترطيب المهبلي أو يتوقف نتيجة ظروف كثيرة منها الاختلال الهرموني، كالذي يحدث في سن انقطاع الحيض، أو نتيجة تناول أدوية معينة. - ما هي أهم المشاكل الصحية التي يمكن أن تتعرض لها منطقة المهبل عموما؟ دائما تكشف المشاكل الصحية عن وجودها في منطقة المهبل بظهور إفراز مهبلي مختلف في خصائصه عن الإفراز المهبلي الطبيعي المعتاد، ويتميز بكمية معتدلة لا تزيد عن بضعة سنتيمترات، ولا يتسبب في أي مضايقات مثل: إثارته للرغبة في الحك (أو الهرش)، وفائدة الإفراز المهبلي الطبيعي أنه يرطب، وينظف المهبل، ويحافظ على توازن وسطه الكيميائي، فيجعله ذا درجة حموضة معتدلة، تقاوم انتشار وغزو الجراثيم والميكروبات المختلفة للمهبل، وبذلك يكون بمثابة مادة مطهرة طبيعية. وفيما يتعلق بمشاكل المنطقة التناسلية، وخاصة بعد بلوغ سن اليأس، فخلال فترة الخصوبة يتخلل جدار المهبل وباستمرار، سائل ملين له، غير أنه يتوقف إفرازه بعد انقطاع إنتاج الهرمونات الجنسية من المبيضين، وخاصة بعد بلوغ سن اليأس، مما يؤدي إلى حدوث جفاف بالمهبل، حكة، ضمور، وربما تشققات، وتحدث الإصابة بما يسمى التهاب المهبل الضموري، كما تتعرض منطقة الفرج عموما للجفاف وحدوث حكة قد تكون شديدة، وهي ما يعرف ب«الحكة»، كما يتسبب قرب فتحة الشرج من هذه المنطقة في حدوث بعض المشاكل، لاحتمال انتقال العدوى منها أو إليها، وخاصة الفطرية منها. - ما هي أهمية الفحص المهبلي الدوري بالنسبة للمرأة؟ هو فحص روتيني، يبدأ مع بداية النشاط الجنسي للمرأة، أي بعد الزواج، للاطمئنان على سلامة الأعضاء التناسلية وتشخيص بعض الأمراض إن وجدت بها، وكذلك تشخيص وجود الحمل، وهو فحص غير مؤلم، يجرى خلال فترة ما بين كل حيضة وأخرى. ويجرى هذا الفحص لدواع كثيرة، مثل فحص روتيني قبل استخدام وسائل منع الحمل مثل الحبوب، أو تركيب اللولب، أو الحاجز المهبلي وفي حالة حدوث نزيف بعد اللقاء الجنسي، يتم فحص أي إفراز مهبلي غير طبيعي وأخذ عينة منه للتحليل، وخاصة ما ارتبط منه بحالات النزيف غير المنتظم أو الغزير أو النزيف فيما بين فترات الحيض، وفي حالة وجود ألم عند اللقاء الزوجي، لبحث حالات ألم الحوض أو مشاكل المثانة. - ما هي الأسباب التي تؤدي إلى إصابة المهبل بالجفاف؟ يعتبر الجفاف المهبلي من إحدى المشاكل الصحية الشائعة عند النساء، وهناك الكثير منهن يعانين من هذه المشكلة التي تصيب معظم الأعمار، وليس فقط النساء بعد سن الخمسين، وهي مزعجة، لأنها تخفف من إفرازات الجهاز التناسلي للمرأة، فالإفرازات النسائية ضرورية، وخاصة بالنسبة للمرأة المتزوجة، لأنها تضمن علاقة حميمة سليمة مع الزوج، بالإضافة إلى ذلك، فالإفرازات النسائية تحافظ على المهبل بطريقة صحية، إذ تمنع الإصابة بالعدوى الفيروسية وتساعد على قتل الميكروبات. ولهذا فللجفاف المهبلي أسباب عدة أبرزها: - توقف إفراز هرمون الأستروجين. - مرض السكري- تناول أدوية للحساسية. - تناول أدوية للاكتئاب. - استئصال الرحم والمبيض. - كيف يمكن معالجة الجفاف المهبلي؟ إذا كانت المرأة مصابة بالجفاف المهبلي، يجب عليها الانتباه إلى عدم استخدام كريمات الترطيب المخصصة للوجه واليدين أو الصابون لتنظيف منطقة المهبل، بل يمكنها استخدام المرطبات المائية المخصصة بمنطقة المهبل، وهناك أيضا المرطبات الصناعية، التي يمكن استخدامها خلال العلاقة الحميمية بالاتفاق مع الزوج طبعا. أما إذا كان سبب الجفاف تناول الأدوية، فيجب استشارة الطبيب المختص لتغيير الدواء، حتى تتخلص المرأة من هذه المشكلة، وإذا كانت مصابة بمرض السكري، فيجب عليها معالجة هذا المرض، إما بالدواء أو بالغذاء.