تعتبر الإفرازات التناسلية المرضية من أكثر الأمراض التي تجعل السيدة تراجع العيادة النسائية. ويوضح عبد اللطيف كسمي، طبيب أخصائي في أمراض النساء والولادة أن المقصود بالإفرازات المرضية هي إفرازات غير طبيعية وغير دموية تأخذ منبعها من الأعضاء التناسلية الخارجية (عنق الرحم، المهبل، الشفران الغليظان، والشفران الرقيقان، والبظر، وغدتا بارثولين بالإضافة إلى فتحة خروج البول) أو من الأعضاء التناسلية الداخلية (الرحم، قناة فالوب)، وهي أمراض شائعة جدا عند النساء والنادر أن تصل السيدة إلى شيخوختها دون أن تصاب بها على الأقل مرة في عمرها. ويشير إلى أنه في غالب الأحيان تكون الإصابة بسيطة، لكن أنظار الأطباء تتجه إلى الأمراض المنقولة جنسيا نظرا لكثرتها وإلى الأمراض السرطانية نظرا لخطورتها. بخصوص الإفرازات الطبيعية يشرحها الدكتور كسمي كالتالي: «يتميز الجهاز التناسلي عند المرأة بإفرازات طبيعية تتغير حسب التأثيرات الهرمونية وهو نوعان: النوع الأول هو عبارة عن ترشحات لجدران المهبل بدون انقطاع ويرجع إليها الفضل في بقاء المهبل نظيفا رطبا. وهي إفرازات حليبية براقة وغير غزيرة.وتتزايد في فترة ما قبل الحيض وتحتوي على خلايا الجدران الفوقي. النوع الثاني : يتعلق بإفرازات عنق الرحم التي تتزايد بين اليوم الثامن واليوم الخامس عشر. بعد الدورة الدموية وتأخذ شكل مخاط رقيق شفاف و قد يتزايد في حالات وجود شتر في عنق الرحم. وهاته الإفرازات لا تصاحب بأي التهابات أو أية رائحة كريهة كما لا تحتوي على أي كريات بيضاء ولا تستوجب أي علاج وإن كثرت. وفي رده على سؤال حول المقصود بالتوازن المهبلي، أكد أنه تتعايش بالمهبل عدة أصناف من الكائنات الحية (جراثيم وفطريات) ، لكن يبقى النوع الأكثر تواجدا هو نوع من البكتيريا يسمى عصيات دودرلين تتغذى على الخلايا المتساقطة من جدار المهبل الغنية بالجليكوجين ويسبب ذلك في حدوث تفاعل يؤدي إلى خروج حمض اللكتيك وهو الذي يعطي المهبل هذه الحموضة المميزة التي تشكل حاجزا ضد تكاثر الجراثيم. كما تخضع هاته الجراثيم لبعض التغييرات خصوصا : مع العمر : ينقص عدد عصيات دودرلين عند البلوغ وعند سن اليأس. مع الدورة الشهرية : حيث تنقص بعض الأنواع قبل وبعد الحيض. مع تواجد وسائل منع الحمل وخصوصا اللولب حيث تتزايد بعض الجراثيم. مجمل القول أن كل اختلال لهذا التوازن يجعل إحدى المكونات تتفوق فتصبح قوية على العكس من البقية التي تضعف وبهذا، تظهر الالتهابات المهبلية والفرجية.كما أن كل خلل في عمل خلايا عنق الرحم قد تؤدي إلى إفرازات مرضية. وعن الأسباب المؤدية إلى اختلال هذا التوازن يؤكد الطبيب النسائي أنها كثيرة ويذكر منها: التغييرات الهرمونية : وهذا يظهر عند الحمل أو عند العلاج بالأستروجين حيث تتكاثر الالتهابات الفطرية كما أن وصول سن اليأس أو العلاجات البروجسترونية قد يؤدي إلى تضاعف الجراثيم. تغيير الشريك الجنسي. الاغتسال المهبلي المتكرر. تواجد بعض الأمراض: مرض السكري ، داء فقدان المناعة المكتسب والتشوهات التي تهم الجهاز التناسلي والبولي . استعمال بعض الأدوية: المضادات الحيوية والعلاج بالكورتيزون. وجود تغيرات في المناخ.