سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجامعي: البصري اتهم نور الدين عيوش بتحريض البوليساريو على المغرب قال إنه اتصل بزوجة السرفاتي بعد حضورها في لقاء انتخابي مع الهمة فأجابته: «راهم غير صيدوني»
- أثار تعاملك مع مجلة «كلمة»، وكذا وقوفك ضد منعها من الصدور في 1987، الكثير من اللغط، من قبيل: كيف يمكن لرئيس تحرير جريدة محافظة مثل «لوبينيون» أن يساند مجلة تتصف بالجرأة المفرطة في انتقاد التقاليد والأعراف والقيم التي تشكل الهوية الثقافية والدينية للمغاربة؛ كيف ذلك؟ مجلة «كلمة»، التي رأت النور سنة 1983 واستمرت في الصدور إلى سنة 1987، خلخلت الجمود الفكري في مغرب أواسط الثمانينيات بجرأة غير مسبوقة، واهتمت بقضايا المرأة بشكل عميق. وقد كانت لهذه المجلة، بشكل غير مسبوق في المغرب، رئيسة تحرير هي هند الطعارجي. من ناحية أخرى، أعتبر أن «كلمة» هي جدة «تيل كيل»، بل إن هذه الأخيرة أعادت الاشتغال على مجموعة من المواضيع التي سبقتها إليها «كلمة». وقد كان العدد الأخير من «كلمة» يتضمن حوارا معي، ومقالا غير مسبوق عن البيدوفيليا في مراكش. وللأسف، فقد تم إعدام «كلمة» بالتقسيط، إذ كان يتم مرارا تهديد نور الدين عيوش من طرف الكاتب العام لوزارة الإعلام، بإيعاز من ادريس البصري، هذا الأخير الذي كان يتهم عيوش بتحريض البوليساريو والشيوعيين في الاتحاد السوفياتي ضد المغرب؛ ومن مظاهر التضييق الذي مورس على المجلة أيضا أنه كان يتم حجز العدد لأسبوع وأسبوعين، حتى يتجاوز الموعد المحدد لطرحه في السوق بمدة، كما تم إتلاف ثلاثة أعداد منها، وقد كبَّد ذلك نور الدين عيوش خسارة مالية فادحة. - كيف عبرت عن تضامنك مع «كلمة»؟ عندما علمت بأن هيئة تحرير المجلة ستعقد آخر اجتماع لها، أصررت على حضور هذا «العشاء الأخير» الذي كان مناسبة تعرفت فيها، لأول مرة، على عبد الرحيم برادة الذي سيصبح صديقا كبيرا لي. لقد كان برادة يكتب عمودا قانونيا في «كلمة»، وقد ذكرني قبل أيام بأنني عندما دخلت إلى الاجتماع طفقت أبكي حزنا على فقدان «كلمة»، وأني أخذت الكلمة خلال هذا الاجتماع وقلت لصحافيي المجلة والمتعاونين معها: إذا أراد أي واحد منكم أن ينشر مقالا في «لوبينيون» فسأضمن له ذلك، وإذا رُفض نشر مقاله فسأقدم استقالتي احتجاجا على ذلك.. لقد غابت «كلمة» في صمت ولم يتضامن معها أي حزب سياسي. - إثرها، كتبت أنت مقالا في «لوبينيون» تنعى فيه «النهاية المأساوية» ل»كلمة»؟ نعم. وقد حمل عنوان: «هذه ليست آخر كلمة». وفي ذلك المقال أوضحت السياق الذي خنقت فيه «كلمة» والأسباب التي أريد لها أن تتوقف من أجلها. - من خلال العلاقة التي نسجتها مع نور الدين عيوش، مؤسس «كلمة»، التقيت بمليكة أوفقير عقب الإفراج عنها في 1991؟ التقيت بها بعد ذلك بوقت طويل، في حفل نظمه نور الدين عيوش. الأخير هو الرجل الوحيد الذي كانت له الجرأة على تشغيل مليكة أوفقير بعد تحريرها من المعتقل السري الذي بقيت محتجزة فيه، رفقة والدتها وإخوتها، قرابة 20 سنة. وفي ذلك اللقاء، تجاذبنا أطراف الحديث أنا ومليكة التي كانت ممنوعة من مغادرة المغرب، فقلت لها: «ما بقى قدّْ ما فات»، سوف يُسمح لك بمغادرة المغرب في أفق منظور. وبالفعل، فبعد ذلك اللقاء بحوالي شهر سُمح لها بالذهاب إلى فرنسا. - ما حكاية الافتتاحية التي كتبها ابنك بوبكر الجامعي في «لوجورنال» بعد صدور كتاب «السجينة» لمليكة أوفقير التي كان الجميع متخوفا منها؟ تلك الافتتاحية كتبها بوبكر من إنجلترا، حيث كان يتابع دراسته في جامعة أوكسفورد، وذلك بعد الضجة التي أثارها صدور كتاب مليكة أوفقير، حيث توجهت الجرائد المغربية بالسب والتعنيف لامرأة ألفت كتابا تحكي فيه معاناتها، هي وعائلتها المكونة من نساء وأطفال، مع السجن. وقد كنا حينها نتوقع أن يثير ذلك غضب الحسن الثاني ويأمر بإقفال الجريدة، لكن شيئا من ذلك لم يحصل.. وربما اعتبر الحسن الثاني ذلك تكسيرا لطابو كان سيطارده طيلة حياته. - كنت ضد عودة أبراهام السرفاتي إلى المغرب، في 1999؛ لماذا؟ نعم، كنت ضد رجوع الرجل إلى المغرب بالطريقة التي عاد بها إليه، وقلت في مقال نشر على صفحات «لوجورنال» إن أبراهام السرفاتي، الذي أفنى زهرة شبابه في المعتقلات دفاعا عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان ودولة المؤسسات، لم يكن عليه أن يقبل العودة إلى المغرب بطريقة مخزنية، بل كان يجب على الدولة أن تعترف بأنها ظلمته، ثم يدخل إلى المغرب بمقتضى قرار قانوني صادر عن المحكمة، وليس بقرار سياسي. هذا الموقف عبرت عنه لاحقا لأبراهام، مع أنه لا علاقة تربطني بأبراهام السرفاتي، وأول مرة تحدثت إليه فيها كانت عبر الهاتف عندما كان منفيا في فرنسا، وقبل ذلك كانت علاقتي بأبراهام من خلال والدي الفقيه بوشتى الجامعي الذي كان يحترم السرفاتي كثيرا ويناديه بالرجل الوطني. - ماذا كان رد أبراهام السرفاتي عندما عاتبته على الطريقة التي قبل بها الدخول إلى المغرب؟ لم يرد.. «الله يكون فالعون»، فأبراهام كان قد تعب حينها من التشبث بحقه المشروع في العودة إلى بلده، أمام عناد المسؤولين، وقد أراد أن يعود إلى المغرب عبر أقصر الطرق. ما لم أكن متفقا عليه أيضا هو أن يتكلف فؤاد عالي الهمة بالإشراف على إجراءات عودته، وإقامته في فندق هيلتون، ثم إسكانه في منزل في المحمدية، ثم استغلال زوجته كريستين خلال التهييء لحزب الأصالة والمعاصرة، حيث جيء بها لحضور لقاء انتخابي لفؤاد عالي الهمة، وقد اتصلتُ بها وعاتبتها على ذلك، فأجابتني قائلة: «راهم غير صيدوني.. مكنتش عارفة ذاك الشي فيه السياسة والانتخابات».