«غزة بلانكا» إبداع جديدة لعبد الرحيم الهاروشي، الوزير السابق، حاول من خلاله تلخيص معاناة ساكنة الدارالبيضاء من الحفر الكثيرة التي تغزو شوارع المدينة. وقد تم الإعلان عن هذا الإبداع خلال ندوة «الانتخابات الجماعية 2009.. كيف نجعل الانخراط السياسي في خدمة المواطن؟» التي نظمها؟ مساء أول أمس الخميس، مجلس المدينة. ولأن مشاكل المدينة، حسب تعبير رئيس «جمعية آفاق للمواطنة والتنمية»، أصبحت لا تطاق فإنه من الضروري، بالنسبة إليه، القيام بما أسماه بعملية مستعجلة للإنقاذ وتخليص المدينة من زحمة الطرقات وكثرة الحفر وتلوث الهواء الناجم عن اختناق الطرقات. الهاروشي اعتبر كذلك أن الناخبين يهتمون بالقدرات التدبيرية للمرشحين للانتخابات الجماعية أكثر مما يهتمون بحمولتهم الإيديولوجية. رئيس اللجنة الثقافية بمجلس المدينة مصطفى رهين، خلال تعقيبه على تدخل الهاروشي، كشف أن دافع غضبته على الحفر التي تعاني منها شوارع المدينة هو تأخر الأشغال بشارع لاكورنيش بعين الذئاب حيث يقطن الهاروشي. من جهته، اعتبر العمدة محمد ساجد المشاكل التي تعاني منها مدينة الدارالبيضاء ناجمة عن تراكم حوالي 50 سنة من العجز، موضحا في السياق ذاته أن سبب هذا العجز هو عدم تحمل أي جهة لمسؤوليتها في ما يتعلق بالتنمية الحضرية التي لم تكن أصلا من مسؤولية أي احد. وأضاف ساجد أنه كانت هناك سياسات معينة تتعلق بالتنمية القروية في ما يخص الربط بشبكة الكهرباء وتعبيد الطرق في الوقت الذي كانت فيه أحياء هامشية بالمدن الكبرى كما هو الحال بالنسبة إلى الدارالبيضاء، تفتقر إلى بنية طرقية وإلى الكهرباء والماء. وكشف ساجد أن مبلغ 18 مليار درهم الذي تم رصده لحل مشاكل النقل بالدارالبيضاء لم يكن مبرمجاً في السابق، مبرزا أن الدافع الحقيقي الذي يقف وراء إعطائه كل هذه الأولوية هو حل المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها سكان الضواحي، كما سيكون لهذا المشروع انعكاس واضح في ما يتعلق بإحداث نوع من التوازن على مستوى المدينة. من جانبها، اعتبرت نبيلة منيب، أستاذة جامعية وناشطة سياسية في الاشتراكي الموحد، مدينة الدارالبيضاء هي بمثابة مغرب مصغر، حيث إن هناك تقدماً إلى جانب التهميش والفقر، كما أن المدينة، حسب تعبير الأستاذة الجامعية، هي نموذج للتناقضات، فهناك «أحياء هامشية وهناك ترييف للمدينة التي أصبحت وكرا للأصولية والتطرف». واعتبرت محطة 2007، التي تميزت بعزوف المواطنين عن التوجه إلى صناديق الانتخابات، عنوانا بارزا يؤشر على هذه الانتخابات لا تعبر حقيقة عما يريده المواطنون الذين لا يلمسون أي تغيير بعد حدوثها. الندوة اعتبرت الانتخابات الجماعية القادمة محطة لاختبار عشرية من الجهود الإصلاحية خاصة ما يتعلق منها بالتنمية المحلية وسياسة القرب. كما أن هذه الندوة كان الهدف منها هو الإجابات عن عدد من الأسئلة المرتبطة بالإجراءات الكفيلة بجعل لحظة هذه الانتخابات لحظة للتقييم والاستشراف، وكذا التقييمات الممكنة لأداء االجماعات المحلية، والإجابة أيضا عن سؤال كيف نجد من النساء والشباب أطرافا معنية بالانتخابات وكذا الأدوار المفترض أن يلعبها مختلف الفاعلون الاقتصاديون والسياسيون والمدنيون، قبل أن تخلص إلى الدور الذي يجب أن تقوم به الدولة لترسيخ الديمقراطية المحلية.