كشفت مصادر مطلعة ل«المساء» أن هناك سعيا حثيثا من طرف قيادة حزب النهضة والفضيلة من أجل إقناع عدد كبير من معتقلي السلفية الجهادية، الذين أكملوا عقوباتهم السجنية التي يفوق بعضها عشر سنوات، والذين كانوا معتقلين على ذمة ما يعرف بقضايا الإرهاب وتم الإفراج عنهم خلال الآونة الأخيرة على دفعات، من أجل الانضمام إلى الحزب، والالتحاق بالمجموعة التي يقودها الشيخ محمد عبد الوهاب رفيقي الملقب بأبي حفص. وأكدت مصادر قيادية من داخل الحزب أن هناك رغبة أكيدة من جانبها في ضم هؤلاء المفرج عنهم إلى صفوف الحزب، خاصة أولئك الذين كانت لهم ميول عبروا عنها من داخل السجون بالرغبة في المشاركة السياسية، «وهو ما تمثل في ربط اتصالات معهم من طرف العديد من قادة الحزب، حيث لمسوا استعدادا لديهم للانضمام دون مشاكل تذكر». من جهة أخرى، علمت «المساء» أن وجود الشيخ أبي حفص في الأمانة العامة للحزب قد يقف عائقا في سبيل انضمام بعض السلفيين المفرج عنهم مؤخرا إلى صفوف الحزب، خاصة أولئك الذين كان لهم خلاف معه حول المراجعات التي قام بها داخل السجن، «ومن بين هؤلاء زكرياء بوغرارة الذي أفرج عنه قبل نحو أسبوع، والذي كان يعتبر من أشد المهاجمين لأبي حفص فيما يتعلق بالمراجعات التي قام بها، تنضاف إليه جماعة من المفرج عنهم من المحسوبين عليه»، تضيف مصادر الجريدة. وارتباطا بالموضوع، كشفت مصادر من داخل الأمانة لحزب النهضة والفضيلة عن وجود صراع خفي بين قدماء قيادة الحزب الذين ينتمي أكثرهم إلى صفوف قدماء الشبيبة الإسلامية، والوافدين الجدد من المحسوبين على التيار السلفي، حيث يتهم البعض هؤلاء بالسعي إلى خدمة أجندتهم الخاصة على حساب أجندة الحزب، واستخدامه كمنصة لتمرير خطاباتهم وأفكارهم، دون أن يلقى هذا التوجه أي مقاومة أو اعتراض من طرف الأمين العام للحزب محمد خليدي. واعتبرت نفس المصادر أن هذا التخوف يزداد ترسخا عبر الحديث عن سعي القيادة إلى استقطاب المزيد من السلفيين إلى الحزب، مما سيخلق نوعا من انعدام التوازن، قد يتطور مستقبلا إلى صراع مكشوف قد يهدد وحدة الحزب، وقد يفقده الكثير من أطره وقيادييه الذين كان منهم مؤسسون له إلى جانب خليدي.