أفادت مصادر موثوقة أنّ مجموعة من وكالات الأسفار طالبت إدارة الشركة الوطنية للخطوط الملكية الجوية المغربية باسترجاع المَبالغ التي تم دفعها لحجز مقاعد المعتمرين الذين يرغبون في أداء مناسك العمرة لهذه السنة. وأضافت المصادر ذاتها أنّ القرار الذي اتخذته السلطات السعودية بتخفيض الكوطا ومدة الإقامة خلّف ارتباكا وسط العاملين في قطاع السياحة والأسفار، على رأسهم وكالات الأسفار، المتضرر الأول من هذا القرار، الأمر الذي جعل العديد من أصحاب الوكالات يطالبون «لارام» باسترجاع المَبالغ التي تم تسديدها قبل شهور، بسبب تخفيض عدد المعتمرين من 45 ألفا إلى 15 ألفا. وسدّدت عدد من الوكالات نفسَها وقد مبالغ مالية هامة لحجز مقاعد في الطائرات التابعة للخطوط الملكية المغربية، كما تم حجز الغرف داخل مجموعة من الفنادق في الديار السعودية لفائدة المعتمرين وكذا كراء سيارات النقل السياحي. وحسب ما أفادت المصادر ذاتها، فإنّ شركة «لارام» رفضت إرجاع المَبالغ إلى وكالات الأسفار، على اعتبار أنها غير مسؤولة عن هذا المشكل. وفي هذا السياق أكد مسؤول من الشركة الوطنية للخطوط الملكية المغربية ل»المساء» أن «إدارة الشركة لا تتحمّل أي مسؤولية، خاصة أن طلبات حجز تذاكر الطائرة جاء بعد عقد سلسلة من الاجتماعات مع وكلاء الأسفار، وبإلحاح منهم تم تعزيز الأسطول الجوي». وأضاف المتحدث ذاته أنّ الشركة قامت -بدورها- بالإجراءات اللازمة من أجل حجز عدد المقاعد المطلوبة، والتوقيع على عقود تجارية، فتم كراء طائرات من الحجم الكبير لتلبية طلب وكلاء الأسفار من أجل ضمان أداء المعتمرين مناسك العمرة في ظروف مواتية، مشيرا إلى أنّ الطائرات التي تم وضعها رهن إشارة المعتمرين تطلبت مددا لا تقل عن 7 أشهر. من جهته، أكد صاحب وكالة للأسفار أنه لم يتم تأكيد مسألة تخفيض السلطات السعودية نسبة الكوطا بشكل رسمي بعدُ، غير أنّ ما هو مؤكد إلى حد الآن هو تقليص مدة الإقامة في الديار السعودية من 30 يوما إلى 15 يوما فقط، معتبرا أنّ «هذا الأمر لا يمكن قبوله، خاصة أن وكلاء الأسفار قاموا بحجز الفنادق طيلة شهر رمضان». وطالب المتحدّث نفسه السلطات المغربية، المتمثلة أساسا في وزارتي الأوقاف والخارجية، بضرورة توضيح الأمور بشكل رسميّ، حتى يتمكن وكلاء الأسفار من إيجاد حلول مناسبة. وعزت مصادر أخرى لجوء السلطات السعودية إلى تخفيض نسبة الكوطا، بالأساس، إلى الأشغال الجارية في الحرَم لتوسعته حتى يسع لأكبر عدد من الراغبين في أداء مناسك الحج.