دخلت امتحانات الباكالوريا للموسم الدراسي 2013 -2014 يومها الثاني، الذي تميّز بتوالي عمليات ضبط حالات غشّ، و اعتقال بعض من يقفون وراءها. كما تميزت باستمرار الجولات التفقدية التي يقودها وزير التربية الوطنية محمد الوفا، حيث زار عددا من المؤسسات التعليمية في كل من مراكشوسطات. ورفض محمد الوفا مرافقة بعض المسؤولين له خلال زيارته لبعض الأقسام، التي كانت تشهد اجتياز الامتحانات في ثانوية الحسن الثاني في مراكش، مخاطبا إياهم «واشْ خايفينْ مني نعطيهومْ النّقلة؟».. وأثناء مغادرته المدرسة تعالت أصوات بعض التلاميذ: «بْغينا نّقلو»، وهو ما جعل الوزير يُلوح لهم بسبابته، محذرا إياهم من «العقاب». وذكرت مصادر حضرت زيارة الوفا إلى مركزي كل من ثانويتي ابن عباد والرازي في سطات أنه استعان خلال جولته التفقدية لبعض قاعات الامتحانات بجهاز متطور لكشف حالات الغشّ التي تعتمد الأجهزة التكنولوجية الحديثة.. وأضافت المصادر ذاتها أن مجموعة من المترشحين لنيل شهادة الباكالوريا في مركز الامتحان الرازي ودّعوا الوزير الوفا بالصفير، تعبيرا عن احتجاجهم على المساطر والإجراءات الصّارمة التي اتخذتها الوزارة في تعقب المترشحين. على صعيد متصل، سلمت أكاديمية جهة فاس بولمان أحد المرشحين لاجتياز امتحانات البكالوريا إلى السلطات الأمنية، بعدما تم ضبطه وهو يحاول الدخول إلى المؤسسة التعليمية التي أدرج فيها اسمه لاجتياز الامتحانات، من خلال القفز عبر سور المؤسسة.. وقالت مصادر «المساء» إنّ البحث معه كشف أنه كان يرغب في استعمال رقيقة إلكترونية ثبّتها في أذنه بطريقة «فنية». وقد تم حجز هذه الرقيقة وتصويرها، وتمت إحالتها -بدورها- على مصالح الأمن للاستئناس بها. كما تم منع مترشحين اثنين من الأحرار من الدخول إلى مركز الامتحان، بعدما قفزا فوق سور المؤسسة وتم توقيفهما من قِبَل الطاقم الإداري والأمني في المركز، وتسليمهما إلى السلطات الأمنية. وفي السياق ذاته، قالت المصادر إنه تم ضبط حوالي من 18 حالة غشّ في مختلف المؤسسات التعليمية في جهة مكناس -تافيلالت، من بينها تسع حالات من فئة المترشحين الأحرار، وتسع حالات أخرى من فئة المترشحين الرّسميين. في سطات تم ضبط أربع حالات غشّ في اليوم الأول من امتحانات الباكالوريا، سجلت ثلاث منها في مركز إعدادية مولاي إسماعيل، فيما سجلت الحالة الرابعة في مركز الثانوية التقنية، وقد استعمل المرشحون المخالفون الهاتف المحمول في ثلاث من هذه الحالات، فيما استعملت «تقنية» أخرى في الحالة الرّابعة. وكشفت معطيات صادرة عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين في جهة سوس ماسة درعة أن عدد حالات الغشّ التي تم ضبطها في أول يوم من أيام امتحانات البكالوريا قد وصل إلى 29 حالة، في حين تصدّرت نيابة إنزكان آيت ملول لائحة حالات الغش المسجلة على مستوى باقي النيابات التسع المتواجدة في الجهة، إذ بلغت حالات الغشّ المسجلة 11 حالة استعمل فيها الهاتف المحمول. وذكرت مصادر «المساء» أنّ أزيد من عشرة طلبة من المرشحين لامتحانات البكالوريا في السجن المدني آيت ملول قد قاطعو امتحانات البكالوريا في يومها الأول، احتجاجا على ما أسمته بعض المصادر المُقرَّبة من الموضوع الظروف النفسية التي مرّ بها هؤلاء الطلبة في الأسابيع القليلة الماضية التي تزامنت والتحضير لامتحانات البكالوريا والتي حسب تعبير المصادر ذاتها لم تكن مساعدة على خلق أجواء مناسبة للتحضير لهذه الامتحانات. وفي خطوة غريبة، وزّع عدد من شباب حزب العدالة والتنمية في مراكش، يتزعمهم البرلماني عمر بنيطو، مطويات تحتوي على أدعية وحبّات ثمر وزبيب على تلاميذ الباكلوريا، أثناء دخولهم إلى مؤسساتهم التعليمية صباح أول أمس الثلاثاء. وقد تفاجأ عدد من التلاميذ، الذي كانوا بصدد ولوج باب مؤسسة عبد الله إبراهيم والمغرب العربي، في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء، بتلاميذ (إناثا وذكورا) وقد وضعوا على صدورهم أوراقا كتِبت عليها تحذيرات وتوصيات للمتقدّمين ب»عدم الغش في الامتحانات، الكتابة على أوراق الامتحان بخط واضح وعدم التسرع في كتابة الإجابة، إضافة إلى عدم تسليم ورقة الاختبارات إلا مع اقتراب الوقت المحدد لانتهاء الامتحان».. وأوضح جمال آيت باجا، منسق الحملة، أنّ العملية استهدفت ما يقارب 7 آلاف تلميذ، يجتازون امتحانات الباكالوريا في 10 ثانويات توجد في النفوذ التراب لمقاطعة المنارة، مشيرا في اتصال مع «المساء»، إلى أنّ عدد الشباب الذين شاركوا في هذه الحملة قدّر ب50 شابا، جلهم من أعضاء الشبيبة الحزبية ومن المتعاطفين معها. وشدّد المتحدث نفسُه على أنّ «هذه الحملة، الأخلاقية والتوعوية، تدخل في نطاق التواصل مع الشباب وتوجيههم وفق ما ينصّ على ذلك الدستور والقانون»، معتبرا أنها «ليست حملة انتخابية».