مر أسبوع تقريبا على مباراة الرجاء البيضاوي والجيش الملكي دون أن يظهر أثر لطفل غادر منزل أسرته بالرباط وهو ملفوف بقميص الفريق العسكري ولم يعد، بحث أهله في مخافر الشرطة وفي المستشفيات وأدمنوا على قراءة أركان البحث عن المتغيبين في الصحف الوطنية دون جدوى. وعلى امتداد الأسبوع الذي نودعه استعادت مدرجات محكمة الدارالبيضاء دفء الجماهير، وشهدت ردهاتها محاكمات يافعين أصدرت في حقهم لجنة مكافحة الشغب مذكرة تمنعهم من ولوج الملاعب إلا برفقة راشد، لكن من أين دخل هؤلاء الشباب؟ هل هناك ثقب في جدران ملعب محمد الخامس؟في ظل حديث عن تشديد المراقبة في جميع الممرات. يقول صك الاتهام إن كاميرات الملعب ضبطتهم وهم يشعلون الشهب الاصطناعية أو يروجونها، ولأن الشهب كالخمر اللعنة على حاملها والمحمولة إليه وجالسها وكل من له صلة بها، فإن السلطات الأمنية بادرت إلى اعتقال كل من ثبت تعاطيه «للفيميجان» في مركب محمد الخامس، وكيفت التهمة إلى حيازة مواد متفجرة. يفضل بعض المتفرجين من الصنف الممتاز متابعة المباراة وبين الشفتين سيجارة كوبية أشبه بشهب نارية، بينما يعيش جمهور المدرجات الخلفية أعلى درجات الاختناق. وأغرب ما حصل في مباراة الجيش والرجاء إشعال شهب اصطناعية في منصة الصحافة بعد تسجيل الرجاء للهدف الأول، دون أن تتمكن كاميرا الملعب من ضبط الفاعل لأنها موجهة صوب المدرجات المصنفة في خانة بؤر التوتر. نحمد الله أن كاميرات الملاعب موجهة صوب المتفرجين، لأنها لو تجاوزت حدود الجمهور الأعزل لتحولت إلى كاميرا قناص ملاعب تنقل على اليوتوب عمليات ارتشاء واسعة النطاق في محيط الملعب، وحالات سرقة موصوفة في صفوف المتفرجين من طرف «حرامية» المدرجات، وشذوذ وغيرها من السلوكيات. كاميرات الرصد بمركب محمد الخامس تختلف كثيرا عن الكاميرات الخفية التي تبدأ باستفزاز وتنتهي بمزاح، فالعكس هو الذي يحصل هنا لأن بداية الشغب حماس واحتفال ونهايته مداهمة واعتقال، في محاكمة المتهمين بإثارة الشغب قال أحد المحامين إننا في حاجة إلى كاميرات في جميع المرافق وليس في المدرجات فقط، نريد أن نعرف ما يحصل من انتهاكات قرب شبابيك التذاكر وأمام الأبواب وفي الأقبية السرية وفي موقف الحافلات والسيارات لتكتمل الصورة، باختصار كان المحامي يريد أن يتحول صيد العدسة إلى علبة سوداء تحلل معطياتها عقب كل مواجهة. في انتظار تحقيق هذا المطلب سيظهر قريبا قناصون جدد اختاروا ملاعب الكرة مجالا لاشتغالهم، حينها ستصبح الفرجة مستباحة في مواقع الأنترنيت، إلا إذا انتصبت في وجههم حواجز المنظمين بدعوى حق النقل الحصري لإحدى الفضائيات.