لم يتمكن مقربون من حسن أوريد، والي جهة مكناس تافيلالت السابق، من ربط الاتصال به منذ صباح يوم الخميس، بسبب وجود هاتفه الخاص خارج التغطية. أوريد الذي عين على رأس ولاية جهة مكناس تافيلالت خرج «خاوي الوفاض» من الحركة الانتقالية لولاة وعمال وزارة الداخلية والتي صادق عليها الملك، في حفل رسمي، أقيم يوم الخميس بالقصر الملكي بفاس. المصادر رفضت أن تتحدث عن «إبعاد» جديد ل«مثقف القصر» من تحمل المسؤولية، مشيرة إلى تردد أنباء حول تعيين للرجل الذي رافق الملك في دراسته بالمدرسة المولوية، وكان ناطقا رسميا للقصر لمدة بعد تولي الملك محمد السادس للعرش، في منصب أكبر لم تحدده، لكنها أوردت بأن الأمر يتعلق بعودة أوريد إلى سفارة المغرب بالولايات المتحدةالأمريكية، سفيرا بها، أو تعيينه في منصب مؤرخ المملكة، وذلك بعد رحيل المؤرخ عبد الوهاب بنمصور، بغرض الحفاظ على «ذاكرة المملكة». وكان أوريد قد غادر وظيفته بالسفارة المغربية بأمريكا بعد «صراع مرير» مع سفيرها آنذاك محمد بنعيسى، لا تزال آثاره في العلاقة بين الرجلين واضحة. ونقلت المصادر أن سفير أمريكا الذي غادر المغرب منذ حوالي أسبوع، توماس رايلي، أخبر مسؤولين مغاربة بأن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، الحسين أوباما، تحتاج إلى رجل مثقف يتقن اللغات ومتفتح من طينة أوريد. وظل أوريد بعدما غادر منصبه في أمريكا يشتغل في الصحافة ويدرس بالجامعة، وذلك إلى أن اعتلى الملك العرش ونادى عليه لشغل مهمة الناطق الرسمي للقصر، وهي المهمة التي لم يعمر فيها طويلا، بسبب «تداخل في الاختصاصات» بينه وبين عبد الحق المريني، مدير البروتوكول «المحافظ»، وانتهت «المعركة» بتعيين أوريد على رأس ولاية الجهة التي ينحدر منها. وفي السياق ذاته، دافعت المصادر القريبة من أوريد عن حصيلة عمله على رأس ولاية جهة مكناس تافيلالت، مسجلة أنه استطاع أن يقوم بتصحيح عدة اختلالات بها، وقام بفتح أوراش عديدة للتنمية، وذلك بعدما ظلت المنطقة معروفة بتدني مستوى العيش، «لكن فترة ثلاث سنوات ونصف تقريبا لا تكفي لتقويم الأوضاع بها». وبالرغم من أن المصادر تتحدث عن تعيين أسمى ينتظر تلميذ الأب الروحي للحركة الأمازيغية بالمغرب، محمد شفيق، فإنها تتساءل عن إنهاء مهمة هذا «الشاب» في ظل فتحه لعدة أوراش للتنمية في المنطقة وتعيين مسؤول جديد أتاها من الدارالبيضاء ولا يعرف إلا الشيء القليل عنها. وفي تعليقها على هذه الحركة الانتقالية للعمال والولاة، قالت المصادر إن اللائحة برزت فيها أسماء كانت محسوبة على وزير الداخلية الأسبق، ادريس البصري، موردة أسماء كل من محمد اطريشا والذي عين واليا مديرا عاما للشؤون الداخلية بوزارة الداخلية، ومحمد الظريف الذي عين واليا ملحقا بالإدارة المركزية لوزارة الداخلية، ومحيي الدين أمزازي، الذي عين واليا ملحقا بالإدارة المركزية لوزارة الداخلية، ومحمد صالح التامك الذي عين واليا ملحقا بالإدارة المركزية لوزارة الداخلية، ومحمد حلاب الذي عين والي جهة الدارالبيضاء الكبرى، عامل عمالة الدارالبيضاء. وبقي عدد آخر من المقربين من ذات «الجناح» في مناصبهم كوالي جهة فاس بولمان، محمد غرابي، وفي المقابل اختفى مهندسو القناطر بشكل شبه كلي في هذه التعيينات. وربطت المصادر بين عودة رجال الراحل إدريس البصري وبين التوجه إلى إعادة إحياء وزارة الداخلية بهاجسها الأمني في المغرب، بعد انتشار الاحتجاجات الاجتماعية بها. كما ذهبت إلى أن تخوف الإدارة من الإسلاميين في الانتخابات الجماعية المقبلة، دفع بوزارة الداخلية إلى اقتراح أسماء كثيرة تنتمي إلى ما يعرف ب«العهد القديم». وفي السياق ذاته، تلاحظ المصادر أن «تجربة» إدماج مهندسي القناطر في وزارة الداخلية لم تؤت أكلها في عدد من مناطق المغرب. فقد شهدت مدينة الناظور اختلالات في تدبير شؤون بنياتها التحتية التي عرتها الفيضانات الأخيرة بها، بالرغم من أن عاملها هو مهندس قناطر. وتم إبعاد عامل سابق بخنيفرة من ذات التكوين بسبب اختلالات في تدبير موارد مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وشكل هذا الإبعاد «ضربة» ل«تكتل» هؤلاء بقيادة المستشار الملكي مزيان بلفقيه.