هاجم عبد اللطيف وهبي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، متهما إياه ب«تدمير» رئاسة الحكومة و تحويل النقاش السياسي إلى نقاش «النكافات»، فيما وصف الحبيب الشوباني ب«الوزير النكرة». وقال وهبي خلال الندوة الصحافية التي نظمها الفريق النيابي صباح أمس الخميس بالغرفة الأولى : «لا يمكن أن نتعامل مع رئيس أغلبية يتحدث عن الأعراس والعرسان كأننا في اجتماع للنكافات». وتفنن رئيس فريق «البام» خلال الندوة، التي نظمت لشرح دواعي قرار مقاطعة فريقه كما فرق المعارضة لجلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة اليوم الجمعة، في مهاجمة بنكيران، متهما إياه بالتسبب في أزمة تشريعية وبرلمانية بعد أن تسبب في أزمة اقتصادية وأزمة حكومية. وقال بنبرة تهكمية : «يبدو أن بنكيران يتقن خلق الأزمات». قبل أن يتابع قائلا: «نعاني من أزمة مرضية نفسية، فهناك من يتوهم العفاريت وحيوانات ابن المقفع. واش كاين رئيس حكومة عطاه الدستور صلاحيات واسعة ويقول لك العفاريت ما خلتنيش نخدم. واش العفاريت هي اللي دات 15 مليار درهم؟ وهي اللي عينت ابن الوزير النكرة رئيسا لجمعية الطلبة المغاربة بتركيا؟ واش هي اللي خلقت أزمة في مجلس الأمن؟». وهبي اعتبر أن حزب الأصالة والمعاصرة أصبح حالة مرضية لدى رئيس الحكومة، متهما بنكيران باستعمال أوصاف حيوانية واتهام المعارضة بالتشويش وعرقلة جميع الأحزاب السياسية، وهو ما يسيء إلى العملية الديمقراطية، يضيف وهبي، متسائلا: «من هي الجهة التي نجت من تصريحات بنكيران وأوصافه الذميمة وإبداعه الفكري السلبي لإهانة الجميع ليصبح هو وتنظيمه السياسي الملائكة التي لا يمسها السلبي من أمامها ولا من خلفها». وحسب وهبي، فإن المغرب يعيش ظروفا عصيبة على المستوى السياسي، وأن الحكومة ما زالت تعيش نفس «اللخبطة والأزمة السياسية نتيجة المقارعات الكلامية التي تسود حاليا وكأننا نعيش زمن جرير والفرزدق». وفي تبريره لقرار مقاطعة جلسة بنكيران بالبرلمان قال وهبي: «اختلفنا حول مجموعة من القضايا وقدمنا تنازلات على أساس أنه سيتم تدارك الأمر في النظام الداخلي الجديد لأننا نريد أن نؤسس للعملية الديمقراطية». وأضاف «بعد ذلك اكتشفنا أن الأغلبية تريد الهيمنة لفسح المجال لرئيس الحكومة ليتحدث، فقبلنا هذا الوضع على مضض، وكنا نحاول أن نصنع تصورا مشتركا، لكننا فوجئنا بحديث رئيس الحكومة كرئيس حزب يريد أن يخاطب فقط المواطنين في خروج مكشوف عن مواضيع الجلسة ومحاولة منه لتغييبنا». وأوضح وهبي أن فرق المعارضة وجدت نفسها «أمام منغلق سياسي»، و«ديكتاتورية عددية»، و«استبداد رقمي»، مضيفا «هكذا التقينا مع جميع أحزاب المعارضة، وقد تكون الحالة الوحيدة الإيجابية أنه بتصرفاته وحد المعارضة. مازلت أطرح سؤالا: هل قرأ رئيس الحكومة الدستور؟ وهل فهمه؟ وإن فهمه لماذا يخالفه في تصرفاته وتطبيقه؟». وتابع قائلا: «إلى يومنا هذا لم يخرج بنكيران من جلباب رئاسة حزبه. ويبدو أنه يجد متعته في ذلك، ولكن عليه أن يقرر إما أن يكون رئيسا للأغلبية أو رئيسا لحزبه». وأكد وهبي أن «التاريخ سجل أنه في أول تجربة بعد الدستور الجديد يتم فيها تدمير رئاسة الحكومة». وفي الوقت الذي اغتنم وهبي الندوة الصحافية للسخرية من الأغلبية وانسجامها بالقول: «أتعجب لأناس مطلقين في الحكومة ومتزوجين في البرلمان»، شنت خديجة الرويسي، نائبة رئيس مجلس النواب، خلال تدخلها هجوما حادا على بنكيران، واصفة إياه ب«رجل المغامرة الذي لا يمتلك حس المسؤولية». وحذرت الرويسي من محاولة العودة بالبلاد إلى سنوات الرصاص، موضحة أن سياسة الكرسي الفارغ التي اختارتها المعارضة بشأن الجلسة الشهرية لرئيس الحكومة تروم إثارة الانتباه إلى «لا مسؤولية رئيس الحكومة» .