تنطلق اليوم الجمعة بمدينة المحمدية أشغال مؤتمر فكري دولي تتناول جدلية الدين والثقافة في العالم العربي والإسلامي، على ضوء التطورات والتحولات الأخيرة التي عرفتها المنطقة. وينتظر أن يشارك في هذا المؤتمر، الذي تنظمه «مؤسسة مؤمنون بلا حدود» بمناسبة افتتاح فرع لها بالمغرب، مفكرون وباحثون في الشأن الديني والثقافي من المغرب وخارجه. وذكر بيان لمنظمي هذه التظاهرة، التي تقام على مدى ثلاثة أيام، أن «المؤتمر سيعرف مشاركة العديد من رموز الفكر العربي المعاصر». ويشهد المؤتمر، وفق البيان الذي حصلت «المساء» على نسخة منه، إلقاء العديد من المداخلات الرامية إلى مقاربة جدلية الدين والثقافة، وملامسة حدود تماس الدين والثقافة وعلاقة ذلك بالتطورات الأخيرة التي عرفتها المنطقة العربية في السنتين الأخيرتين في سياق ما اصطلح على تسميته ب«الربيع العربي». وسيتقدم المفكر محمد سبيلا الأسماء المغربية المشاركة في هذا المؤتمر، حيث سيقدم ورقة تضع تحت المجهر «المسألة الدينية بين الفكر التقليدي والفكر الحديث»، علما بأن سبيلا اشتهر في السنوات الأخيرة بأعماله البحثية وإصداراته الفكرية في قضايا الحداثة وعلاقتها بالتقليدانية، إضافة إلى الأسلوب الأمثل للتعامل مع التراث. وسيلقي سبيلا مداخلته في الجلسة الأولى من المؤتمر، وسيقتسم معه المنصة كل من التونسي عبد المجيد الشرفي، الذي سيرسم في مداخلته «ملامح الثقافة الإسلامية السائدة»، والعراقي عبد الجبار الرفاعي، بورقة تروم «البحث عن آفاق تتخطى الاتباع في الدراسات الإسلامية». وسيكون واقع الثقافة وعلاقتها بالدول العربية بعيد وصول بعض الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية إلى الحكومة في أكثر من دولة عربية، خصوصا في المغرب وتونس ومصر ،حاضرا بقوة في أشغال المؤتمر، حتى إنه يكاد يكون القاسم المشترك لجميع مداخلات المؤتمر. وفي هذا السياق، ستعرف الجلسة العلمية لمساء بعد غد الأحد مداخلة للمفكر التونسي صلاح الجورشي عن «الدين والسياسة في ظل حكم الإسلاميين». وتلقى خلال المؤتمر نفسه أيضا مداخلة لعبد الجواد ياسين حول موضوع «الديني في الثقافة والثقافي في الدين». وينتظر أن تخصص الفترة الصباحية ليوم غد السبت لبسط شهادات علماء ومفكرين وفلاسفة عرب في المشاريع الفكرية التي قادها مفكرون في المنطقة العربية في السنوات الأخيرة، إضافة إلى شهادات عن واقع العلاقة الجدلية التي تربط بين مفاهيم معقدة في العالم العربي والإسلامي، خاصة في ضوء التطورات الأخيرة، وهي الدين والثقافة والسياسة. وذكر بيان اللجنة المنظمة لهذا اللقاء أن الشهادات التي سيعرفها المؤتمر عن بعض المشاريع الفكرية العربية تتمثل بالأساس في «اللاهوت السياسي» للعلامة هاني فحص من لبنان. كما سيقدم السوري هشام صالح شهادته حول مشروع المفكر الجزائري الراحل محمد أركون، الذي توفي في المغرب ودفن في ترابه، إضافة إلى شهادة للعراقي خزعل الماجدي عن «علم الأديان». وفي الإطار ذاته، سيتحدث السعودي أبو بكر أحمد باقادر عن مشروعه «الأنثروبولوجيا والدين»، في حين يرصد الأردني أحمد ماضي في شهادته «معالم الحقل الفلسفي في الساحة العربية».