انطلقت صباح اليوم بالمحمدية أشغال المؤتمر السنوي العربي لمؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، وهي مؤسسة فكرية تجمع ثلة من الناشطين والباحثين الشباب في مجاليّ الفكر والثقافة، تحت شعار "الدين والثقافة الواقع والآمال"، بحضور مفكرين وباحثين قدموا من مختلف البلدان العربية. وفي كلمته الافتتاحية، قال محمد العاني، مدير عام منظمة "مؤمنون بلا حدود"، إن المؤسسة تسعى لتكون بيئة حاضنة للأفكار التجديدية المتنوعة، وخلق فضاء معرفي حر ومبدع لمناقشة مختلف القضايا ذات الصلة بالإنسان، مشيرا أن فكرة "مؤمنون بلا حدود" تحمل رؤيتها "من صميم إيمانها بجدوى المراهنة على خيرية الإنسان، وأهليته ورشده العقلي، ووجدانه الأخلاقي المساند لتجليات عقلانيته". من جهة أخرى، يرى العاني بأن الرهان الحالي مرتكز على دور الشباب الباحثين في التفاعل مع مجتمعاتهم، ومع احتياجات الناس، "ليحققوا التواصل الخلاق بين الفكر والواقع، بالعلم والمعرفة والأخلاق ذات الغاية الإنسانية"، مضيفا بالقول "لا نريد التقليد، وتكرار المكرر، ولا نريد استنساخات فكرية تحول الفكر التجديدي لمذاهب جديدة". أما احميدة النيفر، ممثل مجلس أمناء مؤسسة مؤمنون بلا حدود، فأوضح أن بناء المؤسسة المذكورة جاء منسجماً مع تحديات العولمة المعاصرة، "إذ يقتضي هذا المشروع تكريم الإنسان، والذي يقتضي بدوره التعالي على المذهبيات والإيديولوجيات"، معتبرا في الوقت نفسه أن المؤسسات الفكرية ينبغي أن تكون متجاوزة للحدود وألا تجعل الفكر والمعرفة مرتبطة بحدود معينة. وفي كلمة بإسم فريق عمل المؤسسة الفكرية البحثية، أشار إبراهيم أمهال، إلى أن أهم العوائق التي تحول دون قيام مؤسسات بحثية رصينة في الساحة العربية تتمثل في العوائق الإيديولوجية والشخصية والمالية، مضيفا أن هناك 3 مستويات للآفاق البحثية التي يجب أن تستحضرها المؤسسات الثقافية والبحثية، هي المستوى التعريفي (إعادة شرح المشاريع الفكرية القائمة في الساحة العربية) والمستوى الحواري والسجالي (مقارنة ونقد أهم المشاريع الفكرية القائمة) وأخيرا المستوى الإبداعي. وعرف الحفل الافتتاحي تتويج الفائزين في مسابقة "مؤمنون بلا حدود" للشباب العربي للبحوث، حيث تم حجب الجائزة الأولى (10 آلاف دولار) لعدم إيفاء أي من البحوث المقدمة بمعايير المركز الأول الأكاديمية، فيما عادت الرتبة الثانية (5000 دولار) للباحث رشيد سعدي حول بحثه الموسوم "الإيمان وعلاقته بمنظومة الحقوق والحريات"، والجائزة الثالثة (3000 دولار) للباحث محمد بنتاجة عن بحثه "الظاهرة الدينية والمقاربة المعرفية". جدير بالذكر، أن الملتقى الممتد على مدى يومين، يعرف حضور مجموعة من رجال الفكر والثقافة والإعلام على المستوى العربي، أبرزهم، المفكر المغربي محمد سبيلا، والباحثَين التونسيَّين عبد المجيد الشرفي وصلاح الدين الجورشي، والمفكر العراقي عبد الجبار الرفاعي، والفلسطيني فهمي جدعان وعضو المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بلبنان هاني فحص، وآخرون.