حذرت مصادر طبية من تدهور أوضاع مصلحة المساعدة الطبية المستعجلة في مكناس، موردة أن المدينة سجلت حالات وفيات بسبب «تعطل» هذه المصلحة. وآخر الحالات التي أوردتها المصادر هي وفاة طفل لا يتجاوز عمره 4 سنوات في الأسبوع الماضي، بعدما ابتلع جسسما غريبا عبارة عن غصن ب03 سنتيمترات من فاكهة المزاح، ولم يجد من ينقده رغم محاولات أطباء المستعجلات وطبيب مختصّ في أمراض الصدر، والذي تعرض لاعتداء من طرف والد الطفل، الذي «صُدم» لوفاة ابنه.. وقالت المصادر إنّ مستشفى سيدي سعيد في مكناس يعاني من غياب طبيب منعش وسيارة للإسعاف والتجهيزات المناسبة لإنقاذ حياة مثل هذه الحالات، كما «تعطلت» مصلحة «SAMU»، ما حال دون الاستجابة للطلبات والاتصالات الهاتفية لأطباء المستعجلات في المستشفى من أجل الحضور لنقل هذا الطفل إلى المركز الاستشفائي الجامعي في فاس، حيث توجد التخصّصات والتجهيزات الضرورية. وأعلنت وزارة الصحة خطة لإعادة تأهيل المستعجلات ومصالح الإنعاش وسياسة مديرية المستشفيات بإنشاء مصلحة المساعدة الطبية المستعجلة. ويمول هذا المشروع من طرف الوكالة الفرنسية للتنمية «AFD». واعتمدت وزارة الصحة مؤخرا إستراتيجية جهوية للتكفل بالحالات الاستعجالية الطبية ما قبل الاستشفاء باعتماد مصالح جهوية للمساعدة الطبية للإنقاذ، تتكون من مركز لضبط ورعاية المستعجلات على الهاتف وعلى مصالح متنقلة للمستعجلات والإنعاش «SMUR»، لكنّ المصادر قالت إن نسبة كبيرة من الوفيات الناجمة عن حوادث السير تقع في مكان الحادثة، أو أثناء نقل المصاب إلى المستشفى، ما يستدعي تعزيز التدخلات الاستعجالية قبل الوصول إلى المؤسسة الاستشفائية. وعمدت إدارة المستشفى الإقليمي في مكناس إلى إحداث المشروع في بناية كانت مخصصة للفحص الطبي الخاص برُخص السياقة وتسليم الشواهد الطبية الشرعية. وقالت المصادر إن المسؤولين يشيرون إلى أنّ الغلاف الإجمالي الذي تطلبه إنجاز المشروع يفوق 860 مليون سنتيم، مولت منه جهة مكناس تافيلالت القسم الأكبرَ ب500 مليون سنتيم، وسلمت 5 سيارات إسعاف مجهزة لهذا الغرض. وعينت إدارة المستشفى عددا من الأطباء لهذه المصلحة و10 تقننين في النقل والإسعاف الصّحي تخرّجوا من الدارالبيضاء ومكونين في هذا التخصّص. كما تم تزويد هذه المصلحة بتجهيزات تشير المصادر إلى أن بعضها معطل، فيما وُجّه البعض الآخر إلى مصالح أخرى. ولا يعرف المعنيون بالعمل في هذه المصلحة الجهة المسؤولة عن مصلحتهم.