حل عبد المالك أبرون رئيس المغرب التطواني لكرة القدم ضيفا على الإذاعة الوطنية، ضمن برنامج «الأحد الرياضي». لم يكتف أبرون بالحديث عن واقع فريقه فقط، بل إنه «انتهز» الفرصة ليدافع عن رئيس جامعة الكرة علي الفاسي الفهري، ويعتبره غير مسؤول عن تردي الكرة المغربية وعن نتائج المنتخبات الوطنية، ثم انتقل بعد ذلك ليتحدث عن فريق الوداد ويدافع عن رئيسه عبد الإله أكرم، ويحمل المسؤولية للمدرب بادو الزاكي، بل ويتهم الصحافة بأنها «نفخت» في الزاكي وأعطته أكثر مما يستحق. وإذا كان يحسب لأبرون أنه على الأقل يدلي بتصريحاته بوجه مكشوف، ويناور بشكل مباشر، وأحيانا «مفضوح»، إلا أن تصريحات الرجل تستحق أكثر من وقفة، خصوصا أنه يتحدث بصفته رئيسا لفريق عريق اسمه المغرب التطواني. إذا كان هناك من مسؤول عن تردي الواقع الكروي بالمغرب، وعن الحضور الباهت للمنتخب الوطني في العديد من المحطات، فهو بالتأكيد علي الفاسي الفهري وفريق عمله، فهو الذي اختار المدربين، وهو الذي كان يبرم معهم العقود السرية، وهو المسؤول المباشر عن المنتخبات الوطنية، وإذا لم يتحمل رئيس الجامعة مسؤولية فشل اختياراته، فمن سيتحمل المسؤولية إذن؟ تماما كما على أبرون أن يتحمل مسؤولية فشل فريقه هذا الموسم في الحفاظ على لقب البطولة، وفي الإقصاء مبكرا من عصبة الأبطال الإفريقية أمام فريق سنغالي مغمور. أخشى أن تكون مناسبة هذا الحديث هي رغبة أبرون في أن ينال عضوية في المكتب الجامعي المقبل -وهو طموح مشروع- خصوصا مع رغبة الفهري في الاستمرار رئيسا لولاية ثانية، وما يرافقها من حملة لحشد الدعم والتأييد له، وتحويل الجمع العام إلى محطة للتصفيق والتهليل للسيد الرئيس والهتاف بحياته، بدل أن تكون محطة للتغيير والإصلاح. أما تحميل أبرون للزاكي وحده مسؤولية الوضعية التي يعيشها فريق الوداد، وحديثه عن كون الصحافة «تنفخ» فيه، فإنه أمر يثير أكثر من علامة استفهام. إذا كانت هناك جهات تستفيد من «النفخ» في الإعلام ومن التطبيل والتهليل لها، فإن أبرون يعرفها جيدا.. إنهم بالتأكيد فصيلة من المسيرين، ممن أصبحت لديهم السلطة لتحريك جزء من الإعلام، وأصبحنا بدل أن نتابع اللاعبين والمدربين في الإعلام ممن يصنعون الفرجة، فإنهم أصبحوا للأسف هم الذين يملؤون دنيا الصحافة ضجيجا وصراخا، أما الزاكي وغيره من المدربين، فما يمكن أن ينفخ فيهم هو عملهم، وأسماؤهم، علما أن الإعلام عندما يتحدث مثلا عن الزاكي أو يحاوره، ويتابع خطواته، فإنه يتحدث عن رمز كروي في المغرب، صنع لنفسه اسما كلاعب وكعميد للمنتخب الوطني، ثم كمدرب ببلوغه نهائي كأس إفريقيا 2004 بتونس، وهو الإنجاز الذي لم تعاود الكرة المغربية تكراره منذ زمن طويل، رغم الملايير التي صرفت على الكثير من المدربين. أما الأكثر غرابة في تصريحات أبرون بخصوص الوداد، فهو أن هذه أول مرة ربما يتدخل فيها رئيس لفريق في الشؤون الداخلية لفريق آخر، في ترسيخ للاحتراف على الطريقة المغربية.. وهنا فإن على رئيس الوداد عبد الإله أكرم أن يتضامن مع مدربه الزاكي ولو ببلاغ من ثلاثة أسطر..