عرفت مدينة تارودانت نهاية أسبوع ساخنة على وقع إعادة تمثيل جريمة القتل التي تعرضت لها الطفلة «فطومة»، وكذا على الحركية غير العادية التي أبدتها جمعيات المجتمع المدني التي دعت إلى مسيرة لرد الاعتبار لمدينة تارودانت. ففي الساعات الأولى من صباح، أول أمس السبت، اجتمعت حشود من المواطنين ووسائل الإعلام من أجل معاينة أطوار إعادة تمثيل جريمة قتل الطفلة فطومة بحي «تارغنت» وسط مدينة تارودانت حيث كان الجميع يتطلع لمعرفة ملامح المتهم الرئيسي في هذه القضية، والذي اكتشف الجميع أنه شاب عمره 22 سنة يشتغل كمياوم في نقل البضائع، حيث علت صيحات النساء مسرح تمثيل الجريمة وتم إطلاق العديد من الشعارات المطالبة بإعدام الجاني، كما أن بعض النساء أغمي عليهن عندما تم الوصول إلى مكان اقتراف الجريمة بجوار السور العتيق للمدينة في ما استسلم البعض للبكاء. وحاولت بعض النسوة الانقضاض على المتهم. وفي السياق ذاته، استنكرت تنسيقية المجتمع المدني المصائب التي توالت على المدينة في أقل من أسبوع، بدءا بالحريق الذي شب في المسجد الأعظم وانتهاء بالجريمة النكراء التي ذهبت ضحيتها طفلة لم تتجاوز ربيعها الثالث، وكذا الاعتداءات المتكررة على الأشخاص والممتلكات. وشددت التنسيقية، في بيان لها بالمناسبة، على استنكارها الشديد للأوضاع المزرية التي أصبح يعرفها السور العتيق للمدينة، حيث حمّلت التنسيقة مسؤولية الأوضاع الأمنية المتدهورة إلى كافة الأجهزة الأمنية، ودعت في السياق ذاته، إلى بذل مجهودات مضاعفة من أجل الحد من الجريمة التي أضحت مستفحلة داخل المدينة، وطالبت جميع الأطراف بتحمل مسؤولياتهما كاملة، وكذا تعزيز الأجهزة الأمنية بالوسائل اللوجستيكية والموارد البشرية اللازمة من أجل حماية المواطنين، كما طالبت التنسيقية بالحكامة الجيدة داخل المؤسسات السجنية التي أصبحت بعيدة عن دورها في الإصلاح والتربية. واستنكر البيان ما وصفه باستفحال دور الدعارة وتجار الخمور والمخدرات في كافة أحياء المدينة، وفي ختام بيانها دعت التنسيقية إلى مسيرة حاشدة للتعبير عن استنكارها للأوضاع الخطيرة التي أضحت تعيشها المدينة.